الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              171 (39) باب

                                                                                              الإسلام إذا حسن ، هدم ما قبله من الآثام ، وأحرز ما قبله من البر

                                                                                              [ 94 ] عن عبد الله ، قال : قال أناس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية ؟ قال : أما من أحسن منكم في الإسلام ، فلا يؤاخذ بها ، ومن أساء ، أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام .

                                                                                              وفي رواية : ومن أساء في الإسلام ، أخذ بالأول والآخر .

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 379 و 462 ) ، والبخاري ( 6921 ) ، ومسلم ( 120 ) .

                                                                                              [ ص: 327 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 327 ] (39) ومن باب الإسلام إذا حسن ، هدم ما قبله من الآثام ، وأحرز ما قبله من البر

                                                                                              (قوله : " أما من أحسن منكم في الإسلام ، فلا يؤاخذ بها ، ومن أساء ، أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام ") يعني بالإحسان هنا : تصحيح الدخول في دين الإسلام ، والإخلاص فيه ، والدوام على ذلك من غير تبديل ولا ارتداد .

                                                                                              والإساءة المذكورة في هذا الحديث في مقابلة هذا الإحسان : هي الكفر والنفاق ، ولا يصح أن يراد بالإساءة هنا ارتكاب سيئة ومعصية ; لأنه يلزم عليه ألا يهدم الإسلام ما قبله من الآثام إلا لمن عصم من جميع السيئات إلى الموت ، وهو باطل قطعا ; فتعين ما قلناه .

                                                                                              والمؤاخذة هنا : هي العقاب على ما فعله من السيئات في الجاهلية وفي حال الإسلام ، وهو المعبر عنه في الرواية الأخرى بقوله : أخذ بالأول والآخر . وإنما كان كذلك ; لأن إسلامه لما لم يكن صحيحا ولا خالصا لله تعالى ، لم يهدم شيئا مما سبق ، ثم انضاف إلى ذلك إثم نفاقه وسيئاته التي عملها في حال الإسلام ، فاستحق العقوبة عليها . ومن هنا : استحق المنافقون أن يكونوا في الدرك الأسفل من النار ; كما قال الله تعالى . ويستفاد منه أن الكفار مخاطبون بالفروع .

                                                                                              [ ص: 328 ] وابن شماسة رويناه بفتح الشين وضمها ، واسمه : عبد الرحمن بن شماسة ، أبوه من بني مهرة ، قبيل .




                                                                                              الخدمات العلمية