الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ( 128 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عما هو قائل لهؤلاء الذين يحشرهم يوم القيامة من العادلين به في الدنيا الأوثان ، ولقرنائهم من الجن ، فأخرج الخبر عما هو كائن ، مخرج الخبر عما كان ، لتقدم الكلام قبله بمعناه والمراد منه ، فقال : قال الله لأولياء الجن من الإنس الذين قد تقدم خبره عنهم : ( النار مثواكم ) ، يعني : نار جهنم " مثواكم " ، الذي تثوون فيه ، أي تقيمون فيه .

و " المثوى " هو " المفعل " من قولهم : " ثوى فلان بمكان كذا " ، إذا أقام فيه . [ ص: 118 ]

( خالدين فيها ) ، يقول : لابثين فيها ( إلا ما شاء الله ) ، يعني إلا ما شاء الله من قدر مدة ما بين مبعثهم من قبورهم إلى مصيرهم إلى جهنم ، فتلك المدة التي استثناها الله من خلودهم في النار ( إن ربك حكيم ) ، في تدبيره في خلقه ، وفي تصريفه إياهم في مشيئته من حال إلى حال ، وغير ذلك من أفعاله ( عليم ) ، بعواقب تدبيره إياهم ، وما إليه صائرة أمرهم من خير وشر .

وروي عن ابن عباس أنه كان يتأول في هذا الاستثناء : أن الله جعل أمر هؤلاء القوم في مبلغ عذابه إياهم إلى مشيئته .

13892 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ) ، قال : إن هذه الآية : آية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ، أن لا ينزلهم جنة ولا نارا .

التالي السابق


الخدمات العلمية