الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الزاء والهاء والحرف المعتل

                                                          ( زهو ) الزاء والهاء والحرف المعتل أصلان : أحدها يدل على كبر وفخر ، والآخر على حسن .

                                                          فالأول الزهو ، وهو الفخر . قال الشاعر :


                                                          متى ما أشأ غير زهو الملوك أجعلك رهطا على حيض



                                                          ومن الباب : زهي الرجل فهو مزهو ، إذا تفخر وتعظم .

                                                          ومن الباب : زهت الريح النبات ، إذا هزته ، تزهاه . والقياس فيه أن المعجب ذهب بنفسه متمايلا .

                                                          [ ص: 30 ] والأصل الآخر : الزهو ، وهو المنظر الحسن . من ذلك الزهو ، وهو احمرار ثمر النخل واصفراره . وحكى بعضهم زهى وأزهى . وكان الأصمعي يقول : ليس إلا زها . فأما قول ابن مقبل :


                                                          ولا تقولن زهوا ما تخبرني     لم يترك الشيب لي زهوا ولا الكبر



                                                          فقال قوم : الزهو : الباطل والكذب ، والمعنى فيه أنه من الباب الأول ، وهو من الفخر والخيلاء .

                                                          وأما الزهاء فهو القدر في العدد ، وهو مما شذ عن الأصلين جميعا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية