الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل

                                                                                                                                                                                                ماء مدين ماءهم الذي يستقون منه ، وكان بئرا فيما روي . ووروده : مجيئه والوصول إليه وجد عليه وجد فوق شفيره ومستقاه "أمة" جماعة كثيفة العدد من الناس من أناس مختلفين من دونهم في مكان أسفل من مكانهم . والذود : الطرد والدفع وإنما كانتا تذودان ؛ لأن على الماء من هو أقوى منهما فلا يتمكنان من السقي . وقيل : كانتا تكرهان المزاحمة على الماء . وقيل : لئلا تختلط أغنامهما بأغنامهم ، وقيل : تذودان عن وجوههما نظر الناظر لتسترهما ما خطبكما ما شأنكما . وحقيقته : ما مخطوبكما ، أي : مطلوبكما من الزياد ، فسمى المخطوب خطبا ، كما سمى المشئون شأنا في قولك : ما شأنك ؟ يقال : شأنت شأنه ، أي : قصدت قصده . وقرئ "لا نسقي" و "يصدر " . [ ص: 491 ] و "الرعاء" بضم النون والياء والراء . والرعاء : اسم جمع كالرخال والثناء . وأما الرعاء بالكسر فقياس ، كصيام وقيام "كبير" كبير السن فسقى لهما فسقى غنمهما لأجلهما . وروي أن الرعاة كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لا يقله إلا سبعة رجال . وقيل : عشرة . وقيل : أربعون . وقيل : مائة ، فأقله وحده . وروي أنه سألهم دلوا من ماء فأعطوه دلوهم وقالوا : استق بها ، وكانت لا ينزعها إلا أربعون ، فاستقى بها وصبها في الحوض ودعا بالبركة ، وروي أنه دفعهم عن الماء حتى سقى لهما . وقيل : كانت بئرا أخرى عليها الصخرة . وإنما فعل هذا رغبة في المعروف وإغاثة للملهوف . والمعنى : أنه وصل إلى ذلك الماء وقد ازدحمت عليه أمة من أناس مختلفة متكاثفة العدد ، ورأى الضعيفتين من ورائهم مع غنيمتها مترقبتين لفراغهم ، فما أخطأت همته في دين الله تلك الفرصة ، مع ما كان به من النصب وسقوط خف القدم والجوع ، ولكنه رحمهما فأغاثهما ، وكفاهما أمر السقي في مثل تلك الزحمة بقوة قلبه وقوة ساعده ، وما آتاه الله من الفضل في متانة الفطرة ورصانة الجبلة وفيه مع إرادة اقتصاص أمره وما أوتي من البطش والقوة وما لم يغفل عنه ، على ما كان به من انتهاز فرصة الاحتساب ، ترغيب في الخير ، وانتهاز فرصه ، وبعث على الاقتداء في ذلك بالصالحين والأخذ بسيرهم ومذاهبهم . فإن قلت : لم ترك المفعول غير مذكور في قوله : "يسقون" و "تذودان" و "لا نسقي" ؟ قلت : لأن الغرض هو الفعل لا المفعول ، ألا ترى أنه إنما رحمهما لأنهما كانتا على الذياد وهم على السقي ، ولم يرحمها لأن مذودهما غنم ومسقيهم إبل مثلا ، وكذلك قولهما لا نسقي حتى يصدر الرعاء المقصود فيه السقي لا المسقي . فإن قلت : كيف طابق جوابهما سؤاله قلت : سألهما عن سبب الذود فقالتا : السبب في ذلك أنا امرأتان ضعيفتان مستورتان لا نقدر على مساجلة الرجال ومزاحمتهم ، فلا بد لنا من تأخير السقي إلى أن يفرغوا ، وما لنا رجل يقوم بذلك ، وأبونا شيخ قد أضعفه الكبر فلا يصلح للقيام به : أبلتا إليه عذرهما في توليهما السقي بأنفسهما . فإن قلت : كيف ساغ [ ص: 492 ] لنبي الله الذي هو شعيب عليه السلام أن يرضى لابنتيه بسقي الماشية ؟ قلت : الأمر في نفسه ليس بمحظور ، فالدين لا يأباه . وأما المروءة . فالناس مختلفون في ذلك ، والعادات متباينة فيه ، وأحوال العرب فيه خلاف أحوال العجم ، ومذهب أهل البدو فيه غير مذهب أهل الحضر ، خصوصا إذا كانت الحالة حالة ضرورة "إني" لأي شيء أنزلت إلي قليل أو كثير ، غث أو سمين لـ "فقير" وإنما عدي فقير باللام ؛ لأنه ضمن معنى سائل وطالب . قيل : ذكر ذلك وإن خضرة البقل يتراءى في بطنه من الهزال ، ما سأل الله إلا أكلة . ويحتمل أن يريد : إني فقير من الدنيا لأجل ما أنزلت إلي من خير الدين وهو النجاة من الظالمين : لأنه كان عند فرعون في ملك وثروة : قال ذلك رضا بالبدل السني ، وفرحا به ، وشكرا له ، وكان الظل ظل سمرة على استحياء في موضع الحال ، أي : مستحيية متخفرة . وقيل : قد استترت بكم درعها . روي أنهما لما رجعتا إلى أبيهما قبل الناس وأغنامهما حفل بطان قال هما : ما أعجلكما ؟ قالتا : وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا ، فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه لي ، فتبعها موسى فألزقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته ، فقال لها : امشي خلفي وانعتي لي الطريق ، فلما قص عليه قصته قال له : لا تخف فلا سلطان لفرعون بأرضنا . فإن قلت : كيف ساغ لموسى أن يعمل بقول امرأة ، وأن يمشي معها وهي أجنبية ؟ قلت : أما العمل بقول امرأة فكما يعمل بقول الواحد حرا كان أو عبدا ذكرا كان أو أنثى في الأخبار ، وما كانت إلا مخبرة عن أبيها بأنه يدعوه ليجزيه . وأما مماشاته امرأة أجنبية فلا بأس بها في نظائر تلك الحال ، مع ذلك الاحتياط والتورع . فإن قلت : كيف صح له أخذ الأجر على البر والمعروف ؟ قلت : يجوز أن يكون قد فعل ذلك لوجه الله وعلى سبيل البر والمعروف . وقيل إطعام شعيب وإحسانه لا على سبيل أخذ الأجر ، ولكن على سبيل التقبل لمعروف مبتدأ . كيف وقد قص عليه قصصه وعرفه أنه من بيت النبوة من أولاد يعقوب ؟ ومثله حقيق بأن يضيف ويكرم خصوصا في دار نبي من أنبياء الله ، وليس بمنكر أن يفعل ذلك لاضطرار الفقر والفاقة طلبا للأجر . وقد روي ما يعضد كلا القولين : روي أنها لما قالت : ليجزيك ، كره ذلك ، ولما قدم إليه الطعام امتنع وقال : إنا أهل بيت لا نبيع ديننا بطلاع الأرض ذهبا ، ولا نأخذ على المعروف ثمنا . حتى قال شعيب : هذه عادتنا مع كل من ينزل بنا . وعن عطاء بن السائب : رفع صوته [ ص: 493 ] بدعائه ليسمعهما ، فلذلك قيل له : ليجزيك أجر ما سقيت ، أي : جزاء سقيك . والقصص : مصدر كالعلل ، سمي به المقصوص . كبراهما : كانت تسمى صفراء ، والصغرى : صفيراء . وصفراء : هي التي ذهبت به وطلبت إلى أبيها أن يستأجره ، وهي التي تزوجها . وعن ابن عباس : أن شعيبا أحفظته الغيرة فقال : وما علمك بقوته وأمانته ؟ فذكرت إقلال الحجر ونزع الدلو ، وأنه صوب رأسه حين بلغته رسالته وأمرها بالمشي خلفه . وقولها : إن خير من استأجرت القوي الأمين كلام حكيم جامع لا يزاد عليه ، لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان ؛ أعني الكفاية والأمانة في القائم بأمرك فقد فرغ بالك وتم مرادك ؛ وقد استغنت بإرسال هذا الكلام الذي سياقه سياق المثل ، والحكمة أن تقول استأجره لقوته وأمانته . فإن قلت : كيف جعل خير من استأجرت اسما لإن ، والقوي الأمين خبرا ؟ قلت : هو مثل قوله [من الطويل ] :


                                                                                                                                                                                                ألا إن خير الناس حيا وهالكا . . . أسير ثقيف عندهم في السلاسل ؟



                                                                                                                                                                                                [ ص: 494 ] في أن العناية هي سبب التقدم ، وقد صدقت حتى جعل لها ما هو أحق بأن يكون خبرا اسما ، وورود الفعل بلفظ الماضي للدلالة على أنه أمر قد جرب وعرف . ومنه قولهم : أهون ما أعملت لسان ممخ . وعن ابن مسعود -رضي الله عنه - : أفرس الناس ثلاثة : بنت شعيب ، وصاحب يوسف ، في قوله : عسى أن ينفعنا وأبو بكر في عمر . روي أنه أنكحه صفراء . وقوله : "هاتين" فيه دليل على أنه كانت له غيرهما "تأجرني" من أجرته إذا كنت له أجيرا ، كقولك : أبوته إذا كنت له أبا ، و ثماني حجج ظرفه . أو من أجرته كذا ، إذا أثبته إياه . ومنه : تعزية رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "أجركم الله ورحمكم " . وثماني حجج : مفعول به ، ومعناه : رعية ثماني حجج فإن قلت : كيف صح أن ينكحه إحدى ابنتيه من غير تمييز ؟ قلت : لم يكن ذلك عقدا للنكاح ، ولكن مواعدة ومواصفة أمر قد عزم عليه ، ولو كان عقدا لقال : قد أنكحتك ولم يقل : إني أريد أن أنكحك . فإن قلت : فكيف صح أن يمهرها إجارة نفسه في رعية الغنم ، ولا بد من تسليم ما هو مال ؟ ألا ترى إلى أبي حنيفة كيف منع أن يتزوج امرأة بأن يخدمها سنة وجوز أن يتزوجها بأن يخدمها عبده سنة، أو يسكنها داره سنة ، لأنه في الأول : مسلم [ ص: 495 ] نفسه وليس بمال ، وفي الثاني : هو مسلم مالا وهو العبد أو الدار ، قلت : الأمر على مذهب أبي حنيفة على ما ذكرت . وأما الشافعي : فقد جوز التزوج على الإجارة لبعض الأعمال والخدمة ، إذا كان المستأجر له أو المخدوم فيه أمرا معلوما ، ولعل ذلك كان جائزا في تلك الشريعة . ويجوز أن يكون المهر شيئا آخر ، وإنما أراد أن يكون راعي غنمه هذه المدة ، وأراد أن ينكحه ابنته ، فذكر له المرادين ، وعلق الإنكاح بالرعية على معنى : إني أفعل هذا إذا فعلت ذاك على وجه المعاهدة لا على وجه المعاقدة . ويجوز أن يستأجره لرعية ثماني سنين بمبلغ معلوم ويوفيه إياه ، ثم ينكحه ابنته به ، ويجعل قوله : على أن تأجرني ثماني حجج عبارة عما جرى بينهما فإن أتممت عمل عشر حجج فمن عندك فإتمامه من عندك ، ومعناه : فهو من عندك لا من عندي ، يعني : لا ألزمكه ولا أحتمه عليك ، ولكنك إن فعلته فهو منك تفضل وتبرع ، وإلا فلا عليك وما أريد أن أشق عليك بإلزام أتم الأجلين وإيجابه . فإن قلت : ما حقيقة قولهم : شققت عليه ، وشق عليه الأمر ؟ قلت : حقيقته أن الأمر إذا تعاظمك فكأنه شق عليك ظنك باثنين ، تقول تارة : أطيقه ، وتارة : لا أطيقه . أو وعده المساهلة والمسامحة من نفسه ، وأنه لا يشق عليه فيما استأجره له من رعي غنمه ، ولا يفعل نحو ما يفعل المعاسرون من المسترعين ، من المناقشة في مراعاة الأوقات ، والمداقة في استيفاء الأعمال ، وتكليف الرعاة أشغالا خارجة عن حد الشرط ، وهكذا كان الأنبياء عليهم السلام آخذين بالأسمح في معاملات الناس . ومنه الحديث "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شريكي ، فكان خير شريك لا يداري ولا يشاري ولا يماري " ، [ ص: 496 ] وقوله : ستجدني إن شاء الله من الصالحين يدل على ذلك ، يريد بالصلاح : حسن المعاملة ووطأة الخلق ولين الجانب . ويجوز أن يريد الصلاح على العموم . ويدخل تحته حسن المعاملة ، والمراد باشتراط مشيئة الله بما وعد من الصلاح : الاتكال على توفيقه فيه ومعونته ، لا أنه يستعمل الصلاح إن شاء الله ، وإن شاء استعمل خلافه "ذلك" مبتدأ ، و بيني وبينك خبره ، وهو إشارة إلى ما عاهده عليه شعيب ، يريد . ذلك الذي قلته وعاهدتني فيه وشارطتني عليه قائم بيننا جميعا ، لا نخرج كلانا عنه ، لا أنا عما شرطت علي ولا أنت عما شرطت على نفسك . ثم قال : أي أجل من الأجلين قضيت : أطولهما الذي هو العشر ، أو أقصرهما الذي هو الثماني فلا عدوان علي أي لا يعتدى علي في طلب الزيادة عليه . فإن قلت : تصور العدوان إنما هو في أحد الأجلين الذي هو الأقصر وهو المطالبة بتتمة العشر ، فما معنى تعليق العدوان بهما جميعا ؟ قلت : معناه كما أني إن طولبت بالزيادة على العشر كان عدوانا لا شك فيه ، فكذلك إن طولبت بالزيادة على الثمان ، أراد بذلك تقرير أمر الخيار ، وأنه ثابت مستقر ، وأن الأجلين على السواء : إما هذا وإما هذا من غير تفاوت بينهما في القضاء ، وأما التتمة فموكولة إلى رأيي : إن شئت أتيت بها ، وإلا لم أجبر عليها . وقيل : معناه فلا أكون متعديا ، وهو في نفي العدوان عن نفسه ، كقولك : لا إثم علي ، ولا تبعة علي . وفي قراءة ابن مسعود : أي الأجلين ما قضيت ، وقرئ : "أيما " ، بسكون الياء ، كقوله [من الطويل ] :


                                                                                                                                                                                                تنظرت نصرا والسماكين أيهما . . .     علي من الغيث استهلت مواطره



                                                                                                                                                                                                [ ص: 497 ] وعن ابن قطيب : عدوان ، بالكسر . فإن قلت : ما الفرق بين موقعي " ما" المزيدة في القراءتين ؟ قلت : وقعت في المستفيضة مؤكدة لإبهام ، أي : زائدة في شياعها . وفي الشاذة تأكيدا للقضاء ، كأنه قال : أي الأجلين صممت على قضائه وجردت عزيمتي له . الوكيل : الذي وكل إليه الأمر ، ولما استعمل في موضع الشاهد والمهيمن والمقيت ، عدي بعلى لذلك . روي أن شعيبا كانت عنده عصى الأنبياء فقال لموسى بالليل : ادخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصي . فأخذ عصا هبط بها آدم من الجنة ، ولم يزل الأنبياء يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب ، فمسها -وكان مكفوفا ، فضن بها فقال : غيرها ، فما وقع في يده إلا هي سبع مرات ، فعلم أن له شأنا . وقيل : أخذها جبريل بعد موت آدم فكانت معه حتى لقي بها موسى ليلا . وقيل : أودعها شعيبا ملك في صورة رجل ، فأمر بنته أن تأتيه بعصا ، فأتته بها فردها سبع مرات فلم يقع في يدها غيرها ، فدفعها إليه ثم ندم لأنها وديعة ، فتبعه فاختصما فيها ، ورضيا أن يحكم بينهما أول طالع ، فأتاهما الملك فقال : ألقياها فمن رفعها فهي له ، فعالجها الشيخ فلم يطقها ؛ ورفعها موسى ، وعن الحسن : ما كانت إلا عصا من الشجر اعترضها اعتراضا . وعن الكلبي : الشجرة التي منها نودي شجرة العوسج ، ومنها كانت عصاه . ولما أصبح قال له شعيب : إذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ على يمينك ، فإن الكلأ وإن كان بها أكثر ، إلا أن فيها تنينا أخشاه عليك وعلى الغنم ، فأخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر على كفها ، فمشى على أثرها فإذا عشب وريف لم ير مثله ، فنام فإذا بالتنين قد أقبل ، فحاربته العصا حتى قتلته وعادت إلى جنب موسى دامية ، فلما أبصرها دامية والتنين مقتولا ارتاح لذلك ، ولما رجع إلى شعيب مس الغنم ، فوجدها ملأى البطون غزيرة اللبن ، فأخبره موسى ففرح وعلم أن لموسى والعصا شأنا ، وقال له : إني وهبت لك من نتاج غنمي هذا العام كل أدرع ودرعاء ، فأوحي إليه في المنام : أن اضرب بعصاك مستقى الغنم ، ففعل ؛ ثم سقى فما أخطأت واحدة إلا وضعت أدرع ودرعاء ، فوفى له بشرطه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية