الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها ؛ ويقرأ: "أهلكتها"؛ المعنى: فكيف كان نكير ؛ أي: ثم أخذتهم فأبلغت أبلغ الإنكار؛ فأهلكت قرى كثيرة؛ لأن معنى "فكأين من قرية"؛ معنى "فكم من قرية!"؛ ومعنى "كم من قرية!"؛ عدد كثير من القرى.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 432 ] ويجوز "كأين"؛ بتشديد الياء؛ ويجوز "كائن من قرية"؛ وهو عند البصريين في معنى العدد الكبير؛ تقول: "وكائن من رجل جاءني"؛ معناه: "العدد الكثير من الرجال"؛ فهي خاوية على عروشها ؛ و"العروش": السقوف؛ فالمعنى أنها قد خربت وخلت؛ فصارت على سقوفها؛ كما قال في موضع آخر: فجعلنا عاليها سافلها ؛ يقال: "خوت الدار"؛ و"المدينة خواء - "ممدود" -؛ فهي خاوية"؛ و"خويت المرأة"؛ وخوي الإنسان - إذا خلا من الطعام -؛ خوى - "مقصور" -؛ فهو خو".

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وبئر معطلة وقصر مشيد ؛ أكثر ما جاء في "مشيد"؛ من التفسير: مجصص؛ و"الشيد": الجص؛ والكلس أيضا شيد؛ وقيل: "مشيد": محصن؛ مرتفع؛ والمشيد إذا قيل: "مجصص"؛ فهو مرتفع في قدره؛ وإن لم يرتفع في سمكه؛ وأصل الشيد: الجص؛ والنورة؛ وكل ما بني بهما؛ أو بأحدهما؛ فهو "مشيد".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية