الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( فمن الله عليكم [ ص: 6 ] ثم قال تعالى : ( فمن الله عليكم ) وفيه احتمالان :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أن يكون هذا متعلقا بقوله : ( كذلك كنتم من قبل ) يعني : إيمانكم كان مثل إيمانهم في أنه إنما عرف منه مجرد القول اللساني دون ما في القلب ، أو في أنه كان في ابتداء الأمر حاصلا بسبب ضعيف ، ثم من الله عليكم حيث قوى نور الإيمان في قلوبكم وأعانكم على العمل به والمحبة له .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أن يكون هذا منقطعا عن هذا الموضع ، ويكون متعلقا بما قبله ؛ وذلك لأن القوم لما قتلوا من تكلم بلا إله إلا الله ، ثم إنه تعالى نهاهم عن هذا الفعل ، وبين لهم أنه من العظائم قال بعد ذلك : ( فمن الله عليكم ) أي : من عليكم بأن قبل توبتكم عن ذلك الفعل المنكر .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية