الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون

                                                                                                                                                                                                العضد : قوام اليد ، وبشدتها تشتد ؛ قال طرفة [من الكامل ] :

                                                                                                                                                                                                [ ص: 502 ]

                                                                                                                                                                                                أبني لبينى لستمو بيد . . . إلا يدا ليست لها عضد



                                                                                                                                                                                                ويقال في دعاء الخير : شد الله عضدك . وفي ضده ؛ فت الله في عضدك . ومعنى سنشد عضدك بأخيك سنقويك به ونعينك ، فإما أن يكون ذلك لأن اليد تشتد بشدة العضد . والجملة تقوى بشدة اليد على مزاولة الأمور . وإما لأن الرجل شبه باليد في اشتدادها باشتداد العضد ، فجعل كأنه يد مشتدة بعضد شديدة "سلطانا" غلبة وتسلطا . أو حجة واضحة "بآياتنا" متعلق بنحو ما تعلق به في تسع آيات ، أي اذهبا بآياتنا . أو بنجعل لكما سلطانا ، أي : نسلطكما بآياتنا . أو بلا يصلون ، أي : تمتنعون منهم بآياتنا . أو هو بيان لـ "غالبون" لا صلة ، لامتناع تقدم الصلة على الموصول . ولو تأخر : لم يكن إلا صلة له . ويجوز أن يكون قسما جوابه : لا يصلون ، مقدما عليه . أو من لغو القسم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية