الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 183 ] ثم دخلت سنة ست وتسعين وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها حاصر السلطان بركياروق أخاه محمدا بأصبهان ، فضاقت على أهلها الأرزاق واشتد الغلاء عندهم جدا ، وأخذ السلطان محمد أهلها بالمصادرة ، والحصار حولهم من خارج البلد ، فاجتمع عليهم الخوف والجوع والنقص من الأموال والأنفس والثمرات ، ثم خرج السلطان محمد من أصبهان هاربا ، فأرسل أخوه في أثره مملوكه إياز فلم يتمكن من قبضه ، ونجا بنفسه سالما .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن الجوزي : وفي صفر منها زيد في ألقاب قاضي القضاة أبي الحسن الدامغاني : تاج الإسلام . وفي ربيع الأول قطعت الخطبة للسلاطين ببغداد واقتصر على ذكر الخليفة فيها والدعاء له .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم التقى الأخوان بركياروق ومحمد فانهزم محمد أيضا ثم اصطلحا . وفيها ملك دقاق بن تتش بن ملكشاه صاحب دمشق مدينة الرحبة ، وفيها قتل أبو المظفر الخجندي الواعظ بالري ، وكان فقيها شافعيا مدرسا ، قتله رافضي علوي في الفتنة ، وكان عالما فاضلا ، وكان نظام الملك يزوره ويعظمه ، وحج بالناس خمارتكين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية