الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين

                                                                                                                                                                                                الاستكبار بالحق : إنما هو لله تعالى ، وهو المتكبر على الحقيقة ، أي : المتبالغ في كبرياء الشأن . قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما حكى عن ربه : "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار " . وكل مستكبر سواه فاستكباره بغير الحق "يرجعون" بالضم والفتح فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم من الكلام الفخم الذي دل به على عظمة شأنه وكبرياء سلطانه . شبههم استحقارا لهم واستقلالا لعددهم . وإن كانوا الكثر الكثير والجم الغفير ، بحصيات أخذهن آخذ في كفه فطرحهن في البحر . ونحو ذلك قوله : وجعلنا فيها رواسي شامخات [المرسلات : 27 ] ، وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة [الحاقة : 14 ] . وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه [الزمر : 67 ] وما هي إلا تصويرات وتمثيلات لاقتداره ، وأن كل مقدور وإن عظم وجل ، فهو مستصغر إلى جنب قدرته .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية