الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            18772 - وعن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتاني جبريل - صلى الله عليه وسلم - في كفه مثل المرآة في وسطها لمعة سوداء ، قلت : يا جبريل ، ما هذه ؟ قال : هذه الدنيا ، صفاؤها وحسنها . قلت : ما هذه اللمعة السوداء ؟ قال : هذه الجمعة ، قلت : وما يوم الجمعة ؟ قال : يوم من أيام ربك عظيم ، فذكر شرفه ، وفضله ، واسمه في الآخرة ، فإن الله إذا صير أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار ، وليس ثم ليل ولا نهار ، قد علم الله - عز وجل - مقدار تلك الساعات ، فإذا كان يوم الجمعة في وقت الجمعة التي يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم ، فينادي مناد : يا أهل الجنة ، اخرجوا إلى دار المزيد ، فيخرجون في كثبان المسك " .

                                                                                            قال حذيفة : والله لهو أشد بياضا من دقيقكم . " فيخرج غلمان الأنبياء على منابر من نور ، وتخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت ، فإذا قعدوا وأخذ القوم مجالسهم بعث الله - عز وجل - ريحا تدعى : المثيرة ، فتثير عليهم المسك الأبيض ، فتدخله في ثيابهم ، وتخرجه من جيوبهم ، فلا ريح أعلم بذلك الطيب من امرأة أحدكم ، لو دفع إليها طيب أهل الدنيا ، ويقول الله - عز وجل - : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب وصدقوا رسلي ؟ فهذا يوم المزيد ، يجتمعون على كلمة واحدة : إنا قد رضينا ، فارض عنا . ويرجع إليهم في قوله لهم : يا أهل الجنة ، لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي ، فهذا يوم المزيد ، فسلوني . فيجتمعون على كلمة واحدة : أرنا وجهك ننظر إليه " . قال : " فيكشف الله تعالى - تبارك وتعالى - الحجب ، ويتجلى لهم - تبارك وتعالى - فيغشاهم من نوره ، فلولا أن الله قضى أن لا يموتوا لاحترقوا ، ثم يقال لهم : ارجعوا إلى منازلكم ، فيرجعون وقد خفوا على أزواجهم ، وخفين عليهم مما غشيهم من نوره - تبارك وتعالى - فلا يزال النور يتمكن حتى يرجعوا إلى حالهم أو إلى منازلهم التي كانوا عليها ، فيقول لهم أزواجهم : لقد خرجتم من عندنا بصور ورجعتم إلينا بغيرها ، فيقولون : تجلى لنا ربنا - عز وجل - فنظرنا إلى ما خفينا به عليكم " .

                                                                                            قال : " فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام
                                                                                            " . رواه البزار ، وفيه القاسم بن مطيب ، وهو متروك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية