الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الخامس .

[ في معرفة من يجب عليه سجود السهو ]

اتفقوا على أن سجود السهو من سنة المنفرد والإمام . واختلفوا في المأموم يسهو وراء الإمام هل عليه سجود أم لا ؟ فذهب الجمهور إلى أن الإمام يحمل عنه السهو ، وشذ مكحول فألزمه السجود في خاصة نفسه .

وسبب اختلافهم : اختلافهم فيما يحمل الإمام من الأركان عن المأموم وما لا يحمله .

واتفقوا على أن الإمام إذا سها أن المأموم يتبعه في سجود السهو وإن لم يتبعه في سهوه .

واختلفوا متى يسجد المأموم إذا فاته مع الإمام بعض الصلاة وعلى الإمام سجود سهو : فقال قوم : يسجد مع الإمام ، ثم يقوم لقضاء ما عليه ، وسواء كان سجوده قبل السلام أو بعده ، وبه قال عطاء والحسن والنخعي والشعبي وأحمد وأبو ثور وأصحاب الرأي .

وقال قوم : يقضي ثم يسجد ، وبه قال ابن سيرين وإسحاق .

وقال قوم : إذا سجد قبل التسليم سجدهما معه ، وإن سجد بعد التسليم سجدهما بعد أن يقضي ، وبه قال مالك والليث والأوزاعي .

وقال قوم : يسجدهما مع الإمام ، ثم يسجدهما ثانية بعد القضاء ، وبه قال الشافعي .

وسبب اختلافهم : اختلافهم أي أولى وأخلق أن يتبعه : في السجود مصاحبا له ، أو في آخر صلاته ، فكأنهم اتفقوا على أن الاتباع واجب لقوله - عليه الصلاة والسلام - : " إنما جعل الإمام ليؤتم به " .

واختلفوا هل موضعها للمأموم هو موضع السجود - أعني : في آخر الصلاة - ؟ أو موضعها هو وقت سجود الإمام ؟ فمن آثر مقارنة فعله لفعل الإمام على موضع السجود ، ورأى ذلك شرطا في الاتباع - أعني : أن يكون فعلهما واحدا حقا - قال : يسجد مع الإمام وإن لم يأت بها في موضع السجود . ومن آثر موضع السجود قال : يؤخرها إلى آخر الصلاة . ومن أوجب عليه الأمرين أوجب عليه السجود مرتين وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية