الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما نبه على إحسانه إليهم؛ وكان فيه من أول الأمر نوع غموض؛ لظهور الكفرة في بادي الرأي؛ وصفهم بما يحتاج إليه في الاستجلاب لتمامه؛ حثا؛ وإلهابا؛ فقال (تعالى) - واصفا للمهاجرين؛ بيانا لأصل ما حملهم [ ص: 166 ] على ما استحقوا به هذا الأجر الجزيل -: الذين صبروا ؛ أي: استعملوا الصبر على ما نابهم من المكاره من الكفار؛ وغيرهم؛ في الإقامة بين أظهرهم مدة؛ ثم في الهجرة؛ بمفارقة الوطن؛ الذي هو حرم الله؛ المشرب حبه لكل قلب؛ فكيف بقلوب من هو مسقط رؤوسهم؛ ومألف أبدانهم؛ ونفوسهم؛ وفي بذل الأرواح في الجهاد؛ وغير ذلك؛ ولفت الكلام إلى وصف الإحسان؛ تنبيها على ما يحمل على التوكل؛ فقال (تعالى): وعلى ربهم ؛ أي: المحسن إليهم؛ بإيجادهم؛ وهدايتهم؛ وحده؛ يتوكلون ؛ في كل حالة يريدونها؛ رضا بقضاء الله (تعالى).

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية