الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1043 [ ص: 136 ] ( 2 ) باب ما يستحب من الضحايا

                                                                                                                        1000 - مالك ، عن نافع ؟ أن عبد الله بن عمر ضحى مرة بالمدينة . قال نافع : فأمرني أن أشتري له كبشا فحيلا أقرن . ثم أذبحه يوم الأضحى ، في مصلى الناس . قال نافع : ففعلت . ثم حمل إلى عبد الله بن عمر ، فحلق رأسه حين ذبح الكبش . وكان مريضا لم يشهد العيد مع الناس .

                                                                                                                        قال نافع : وكان عبد الله بن عمر يقول . ليس حلاق الرأس بواجب على من ضحى وقد فعله ابن عمر .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        21313 - قال أبو عمر : أما الكبش الأقرن الفحل ، فهو أفضل الضحايا عند مالك ، وأكثر أهل العلم .

                                                                                                                        [ ص: 137 ] 21314 - وقد ذكرنا اختلافهم في الأفضل من الإبل ، والبقر ، والغنم في الهدايا ، والضحايا عند قوله - صلى الله عليه وسلم - في كتاب الصلاة : من راح في الساعة الأولى ، فكأنما ، قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية ، فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة ، فكأنما قرب كبشا أقرن ، بما أغنى عن إعادته هاهنا .

                                                                                                                        21315 - والدليل على أن الكبش أفضل ما يضحى به .

                                                                                                                        21316 - وحدثناه عبد الملك بن سفيان ، قال : حدثني قاسم بن أصبغ ، قال : حدثني محمد بن الهيثم أبو الأحوص ، قال : حدثني أبو يعقوب الحنيني ، عن هشام بن ربيعة ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : تجلى جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأضحى ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : كيف رأيت نسكنا يا جبريل ؟ فقال : لقد تباهى به أهل السماء ، واعلم يا محمد أن الجذع من الضأن خير من السيد من الإبل ، ومن البقر ، ولو علم الله ذبحا خيرا منه لفدى به إبراهيم .

                                                                                                                        21317 - وحدثني عبد الوارث ، قال : حدثني قاسم ، قال : حدثني بكر بن حماد ، قال : حدثني مسدد : قال قرة ، : قال : حدثني يحيى ، عن شعبة ، عن [ ص: 138 ] قتادة ، عن أنس قال : ضحى رسول الله بكبشين أملحين أقرنين ، فرأيته ذبحهما بيده ، واضعا قدمه على صفاحهما ، وسمى ، وكبر .

                                                                                                                        [ ص: 139 ] 21318 - وروي هذا المعنى من حديث جابر ، وأبي هريرة وأبي الدرداء .

                                                                                                                        21319 - وفي حديث أبي الدرداء ، وجابر : خصيين موجوءين .

                                                                                                                        21320 - وفي حديث أبي هريرة أنه قال حين ذبحهما : بسم الله والله أكبر .

                                                                                                                        21321 - حدثني عبد الوارث ، قال : حدثني قاسم ، قال : حدثني بكر ، قال : حدثني مسدد ، قال حدثني عبد الوارث ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحي بكبشين .

                                                                                                                        [ ص: 140 ] 21322 - قال أنس : وأنا أضحي بكبشين .

                                                                                                                        21323 - وأما تفسير الأملحين ، فإن الأملحين ، ما حدثناه عبد الله بن محمد ، قال : حدثني محمد بن بكر ، قال ، : حدثني أبو داود ، قال : حدثني يحيى بن معين ، قال : حدثني حفص ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كان رسول الله يضحي بكبش أقرن فحيل ينظر في سواد ، ويأكل في سواد ، ويمشي في سواد .

                                                                                                                        21324 - وأخبرنا عبد الله ، قال : حدثني محمد ، قال : حدثنا سليمان ، [ ص: 141 ] قال : حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثني عبد الله بن وهب ، قال : أخبرنا حيوة بن شريح ، قال أخبرنا أبو صخر ، عن ابن قسيط ، عن عروة ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بكبش أقرن ينظر في سواد ، ويطأ في سواد ، ويبرك في سواد ، فضحى به ، فقال : يا عائشة هلم المدية ، ثم قال : اشحذيها بحجر ، ففعلت ، فأخذها ، وأخذ الكبش ، فأضجعه ، وذبحه ، وقال : بسم الله ، اللهم تقبل من محمد ، وآل محمد ، ومن أمة محمد ، ثم ضحى به .

                                                                                                                        21325 - وأما حلق ابن عمر لرأسه ، فلم يذكر أنه من سنة الأضحى ، ويمكن أن يكون فعله لمرضه الذي كان يشكو ، أو قد أخبر أنه ليس بواجب على الناس ، ولا هو عند أحد من أهل العلم من سنة الأضحى فيما علمت ، والله أعلم .




                                                                                                                        الخدمات العلمية