الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا

                                                                                                                                                                                                                                        ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال ) أي قالوا فيك الأقوال الشاذة واخترعوا لك الأحوال النادرة . ( فضلوا ) عن الطريق الموصل إلى معرفة خواص النبي والمميز بينه وبين المتنبي فخبطوا خبط عشواء . ( فلا يستطيعون سبيلا ) إلى القدح في نبوتك أو إلى الرشد والهدى .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 119 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( تبارك الذي إن شاء جعل لك ) في الدنيا . ( خيرا من ذلك ) مما قالوا لكن أخره إلى الآخرة لأنه خير وأبقى . ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) بدل من ( خيرا ) . ( ويجعل لك قصورا ) عطف على محل الجزاء ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر بالرفع لأن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جزائه الجزم والرفع كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                        وإن أتاه خليل يوم مسغبة . . . يقول لا غائب مالي ولا حرم



                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز أن يكون استئنافا بوعد ما يكون له في الآخرة ، وقرئ بالنصب على أنه جواب بالواو .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية