الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 1537 ] سياق ما روي من إمارة معاوية وتسليم الحسن بن علي الأمر إليه

                    2795 - أخبرنا جعفر بن عبد الله ، أنا محمد بن هارون الروياني قال : نا نصر بن علي قال : نا سفيان بن عيينة ، عن \ح\ :

                    2796 - وأنا أحمد بن عبيد قال : أنا أحمد بن عبد الله ، أنا نصر قال : نا محمد بن هشام قال : نا ابن عيينة ، عن أبي موسى ، عن الحسن ، عن أبي بكرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وحسن معه ، وهو يقبل على الناس مرة ، وعليه مرة ، ويقول :

                    " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين "
                    لفظهما سواء . أخرجه البخاري ومسلم .

                    2797 - أنا علي بن عمر ، أنا إسماعيل بن محمد قال : نا عباس الدوري قال : نا داود الطيالسي قال : نا شعبة أنه أخبرهم عن يزيد بن خمير عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه قال :

                    قلت للحسن بن علي : أن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة . فقال : كانت جماجم العرب بيدي ، يسالمون من سالمت ، ويحاربون من حاربت ، فتركتها التماس رحمة الله ، ثم ابتلي بها ناس . . .

                    2798 - نا عبد الله بن محمد بن أحمد ، أنا عبد الله بن أحمد بن [ ص: 1538 ] غياث القاضي قال : نا يحيى بن جعفر قال : نا محمد بن عبيد الطنافسي قال : نا صدقة بن المثنى ، عن رياح بن الحارث قال :

                    قام الحسن بن علي بعد وفاة علي رضي الله عنه ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

                    " إن كل ما هو آت قريب ، وإن أمر الله واقع وإن كره الناس ، وإني والله ما أحببت أن إلي من أمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - مثقال حبة من خردل ، فهراق فيه محجمة من دم ، قد علمت ما ينفعني مما يضرني ، فالحقوا بمطيكم .

                    2799 - أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى قال : نا محمد بن جعفر بن يزيد قال : نا علي بن حرب قال : نا عبد الله بن بكر السهمي ، عن حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار قال : علم معاوية أن الحسن بن علي كان أكره الناس للفتنة ، فلما توفي علي بعث ، فأصلح الذي بينه وبينه سرا ، وأعطاه معاوية عهدا إن حدث به حدث والحسن حي ليجعلن الأمر إليه .

                    فلما توثق منه قال عبد الله بن جعفر : إني لجالس عند الحسن إذ ذهبت لأقوم ، فقال : يا هناه اجلس .

                    فجلست ، فقال : إني قد رأيت رأيا ، وإني أحب أن تتابعني عليه .

                    قلت : وما هو ؟

                    قال : قد رأيت أن أغدو إلى المدينة فأنزلها ، وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث ، فقد طالت الفتنة ، وسفكت فيها الدماء ، وقطعت الأرحام ، وعطلت الحدود والفروج ، وقطعت السبل .

                    [ ص: 1539 ] قلت : جزاك الله خيرا ، أنا معك على هذا الحديث .

                    ثم قال : ادعوا لي الحسين .

                    فأتي به ، فأعاد مثل قوله لأبي جعفر ، فقال الحسين : أعيذك بالله أن تكذب عليا في قبره ، وتصدق معاوية .

                    فقال الحسن : والله ما أردت أمرا قط إلا خالفتني إلى غيره ، ولقد هممت أن أقذفك في بيت وأطينه عليك حتى أقضي من أمري .

                    فلما رأى الحسين غضبه قال : أنت أكبر ولد علي وخليفته ، فرأينا لرأيك تبع ، فافعل ما بدا لك .

                    فقام الحسن فخطب فقال : أيها الناس ، إني كنت أكره الناس لأول هذا الأمر ، وإني أصبحت لذي حق أديت إليه حقه أحق مني ، أو حق حدث في صلاح أمة محمد ، وإن الله قد ولاك يا معاوية هذا الحدث ، فخير يعلمه عندك أو شر يعلمه فيك ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ، ثم نزل .

                    2800 - أنا القاسم بن جعفر قال : نا علي بن إسحاق بن محمد قال : نا علي بن حرب قال : نا ابن أبي سفيان قال : نا هشيم ، عن أبي عامر الشعبي قال : قلت للحارث بن حجر : ما حمل الحسن بن علي أن يبايع لمعاوية ويسلم له الأمر ؟

                    قال : إنه سمع من يقول : لا تكرهوا إمرة معاوية .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية