الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وما أهل به الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : وما أهل به قال : ذبح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : وما أهل به لغير الله يعني ما أهل للطواغيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد : وما أهل قال : ما ذبح لغير الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي العالية : وما أهل به لغير الله يقول : [ ص: 133 ] ما ذكر عليه اسم غير الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فمن اضطر يعني إلى شيء مما حرم، غير باغ ولا عاد يقول : من أكل شيئا من هذه وهو مضطر فلا حرج، ومن أكله وهو غير مضطر فقد بغى واعتدى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : غير باغ قال : في الميتة ، ولا عاد قال : في الأكل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سفيان بن عيينة، وآدم بن أبي إياس، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في «المعرفة» وفي «السنن»، عن مجاهد في قوله : غير باغ ولا عاد قال : غير باغ على المسلمين، ولا متعد عليهم؛ من خرج يقطع الرحم، أو يقطع السبيل، أو يفسد في الأرض، أو مفارقا للجماعة والأئمة، أو خرج في معصية الله، فاضطر إلى الميتة، لم تحل له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير في قوله : فمن اضطر غير باغ ولا عاد قال : العادي الذي يقطع الطريق لا رخصة له، فلا إثم عليه يعني في أكله حين اضطر إليه، إن الله غفور [ ص: 134 ] يعني : لما أكل من الحرام، رحيم به إذ أحل له الحرام في الاضطرار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج وكيع ، عن إبراهيم، والشعبي، قالا : إذا اضطر إلى الميتة أكل منها قدر ما يقيمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج وكيع ، وعبد بن حميد ، وأبو الشيخ ، عن مسروق قال : من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير، فتركه تقذرا أو لم يأكل، ولم يشرب، ثم مات، دخل النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : فمن اضطر غير باغ ولا عاد قال : غير باغ في أكله، ولا عاد تتعدى الحلال إلى الحرام، وهو يجد عنه بلغة ومندوحة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية