الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( الفصل الثاني من الباب الخامس ) :

                          ( في الأخلاق والفضائل النفسية والعملية البدنية ) :

                          قلنا : إن هذه السورة في دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - قومه إلى الإسلام ، والتثبيت عليها بقصص أشهر الرسل الذين خلوا من قبله في جزيرة العرب وما جاورها مع أقوامهم ، مما يفهمه مشركو قومه وتقوم به الحجة عليهم ، فليس موضوعها بيان تفصيل الفضائل والأعمال الصالحة التي توجه إلى المؤمنين به ، ولكن ما يخصهم منها - على قلته - كثير في معناه وفائدته ، ولهم من الذكرى وما يجب التأسي به من فضائل الرسل غير ما خصهم الله من الوحي والعصمة ، ما يكفي المتدبرين له المتعبرين به في تزكية أنفسهم ، وجعلهم أسعد الناس بمعرفة ربهم وعبادته وإرشاده عباده ، فالفضائل فيها قسمان ، نسرد لقارئي هذا التفسير ما فهمناه من مسائلهما والشواهد عليها جميعا وهي إحدى وعشرون أيضا .

                          ( الأولى والثانية : استغفار الرب ، والتوبة إليه من كل ذنب ) :

                          هاتان فضيلتان ، فريضتان ، متلازمتان فكأنهما واحدة ، جاء الأمر بهما في الآية الثالثة من صدر هذه السورة ، عقب النهي عن عبادة غير الله - عز وجل - من دعوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - ثم كرر في دعوة غيره في الآيات ( 52 و 61 و 90 ) فعلم أنه كان أمرا عاما على ألسنة سائر الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وسنذكر فائدتهما العمراني في الكلام على السنن الإلهية من الباب السادس من هذه الخلاصة .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية