الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأتبع ذلك ما يوجب تعظيم الإنكار عليهم؛ فقال - مبينا أنه لا ينبغي أن يتعلق خوف؛ ولا رجاء؛ إلا به -: وما بكم ؛ أي: التبس بكم أيها الناس عامة؛ مؤمنكم؛ وكافركم؛ من نعمة ؛ أي: جليلة؛ أو حقيرة؛ فمن الله ؛ أي: المحيط بكل شيء؛ وحده؛ لا من غيره.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان إخلاصهم له - مع ادعائهم ألوهية غيره - أمرا مستبعدا؛ عبر بأداة التراخي؛ والبعد؛ في قوله (تعالى): ثم إذا مسكم ؛ أي: أدنى مس؛ [ ص: 180 ] الضر ؛ بزوال نعمة مما أنعم به عليكم؛ فإليه ؛ أي: وحده؛ تجأرون ؛ أي: ترفعون أصواتكم بالاستعانة؛ لما ركز في فطركم الأولية السليمة من أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية