الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              617 - أبو يعقوب الزيات

              ومنهم أبو يعقوب الزيات ، خلع الراحة والسبات احترازا من الفجيعة بالبيات .

              أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير في كتابه ، قال : سمعت الجنيد بن محمد يقول : قصدت أبا يعقوب الزيات في جماعة من أصحابنا فاستأذنا عليه فقال : من ؟ فقلت : الجنيد وجماعة ، ففتح لنا وقال : لم يكن لكم من الشغل بالحق ما يقطعكم عن المجيء إلي ؟ فقلت له : إذا كان قصدنا إليك من شغلنا بالحق نكون عنه منقطعين ؟ فسألته في التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني وأعطى المسألة حقها ، ثم قال : كان الحياء يحجزني عن الجواب وعندي شيء ، فقلت : ما قولك في رجل يرجع إلى فنون من العلم يحسن أن يصف صفات الحق وصفات الخلق للخلق ؟ ترى له مجالسة الناس ؟ قال : إن كنت أنت فنعم ، وإلا فلا .

              [ ص: 343 ] وحكى عنه أبو سعيد الخزاز ، قال : حضرت أبا يعقوب الزيات وقال لمريد : تحفظ القرآن ؟ فقال : لا ، فقال : واغوثاه بالله ! ! مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها ، فبم يتنغم ؟ فبم يترنم ؟ فبم يناجي ربه ؟ أما علمت أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم ومن غيرهم ؟ .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية