الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 182 ] القول في تأويل قوله ( كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 142 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : كلوا مما رزقكم الله ، أيها المؤمنون ، فأحل لكم ثمرات حروثكم وغروسكم ، ولحوم أنعامكم ، إذ حرم بعض ذلك على أنفسهم المشركون بالله ، فجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا وللشيطان مثله ، فقالوا : " هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا " ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) ، كما اتبعها باحرو البحيرة ، ومسيبو السوائب ، فتحرموا على أنفسكم من طيب رزق الله الذي رزقكم ما حرموه ، فتطيعوا بذلك الشيطان ، وتعصوا به الرحمن ، كما : -

14066 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) ، لا تتبعوا طاعته ، هي ذنوب لكم ، وهي طاعة للخبيث .

إن الشيطان لكم عدو يبغي هلاككم وصدكم عن سبيل ربكم ( مبين ) ، قد أبان لكم عدواته ، بمناصبته أباكم بالعداوة ، حتى أخرجه من الجنة بكيده ، وخدعه حسدا منه له ، وبغيا عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية