الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                        ( وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ) ما يتخذونك إلا موضع هزء أو مهزوءا به . ( أهذا الذي بعث الله رسولا ) محكي بعد قول مضمر والإشارة للاستحقار ، وإخراج ( بعث الله رسولا ) في معرض التسليم يجعله صلة وهم على غاية الإنكار تهكم واستهزاء ولولاه لقالوا أهذا الذي زعم أنه بعثه الله رسولا .

                                                                                                                                                                                                                                        ( إن ) إنه ( كاد ليضلنا عن آلهتنا ) ليصرفنا عن عبادتها بفرط اجتهاده في الدعاء إلى التوحيد وكثرة ما يوردها مما يسبق إلى الذهن بأنها حجج ومعجزات . ( لولا أن صبرنا عليها ) ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها و ( لولا ) في مثله تقيد الحكم المطلق من حيث المعنى دون اللفظ . ( وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) كالجواب لقولهم ( إن كاد ليضلنا ) فإنه يفيد نفي ما يلزمه ويكون الموجب له ، وفيه وعيد ودلالة على أنه لا يهملهم وإن أمهلهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية