الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: هيهات هيهات لما توعدون ؛ يقرأ بفتح التاء؛ وبكسر التاء؛ ويجوز " هيهات هيهات " ؛ بالتنوين؛ ويجوز " هيهاتا هيهاتا " ؛ فأما الفتح والكسر بغير تنوين فكثيرتان في القراءة؛ وذكرهما القراء والنحويون؛ وقد قرئت بالكسر والتنوين؛ فأما التنوين والفتح فلا أعلم أحدا قرأ بهما؛ فلا تقرأن بها؛ فأما الفتح؛ فالوقف فيه بالهاء؛ تقول " هيهاه هيهاه " ؛ إذا فتحت؛ ووقفت بعد الفتح؛ فإذا فتحت وقفت على التاء؛ سواء عليك كنت تنون في الأصل؛ أو كنت ممن لا ينون؛ فمن فتحها - وموضعها الرفع؛ وتأويلها: " البعد لما توعدون " - فلأنها بمنزلة الأصوات؛ وليست مشتقة من فعل؛ فبنيت " هيهاه " ؛ كما بنيت " ذيه " ؛ و " ذيه " ؛ فإذا كسرت جعلتها جمعا؛ وبنيتها على الكسر؛ قال سيبويه: هي بمنزلة " علقاة " ؛ يعني في تأنيثها؛ ومن جعلها جمعا فهي بمنزلة قول العرب: " استأصل الله عرقاتهم؛ [ ص: 13 ] وعرقاتهم " ؛ فالذي يقول: " عرقاتهم " ؛ بالكسر؛ جعلها جمعا؛ وواحدها كأنه " عرقة " ؛ و " عرق " ؛ وواحد " هيهات " ؛ على هذا اللفظ - وإن لم يكن حاله واحدا -: " هيهة " ؛ فإن هذا تقديره؛ وإن لم ننطق به؛ وأما " عرقات " ؛ فقد تكلم بواحدها؛ يقال: " عرق " ؛ و " عرقاة " ؛ و " عرقة " ؛ و " عرقان " ؛ وإنما كسر في الجمع؛ لأن تاء الفتح في الجمع كسر؛ تقول: " مررت بالهندات " ؛ وكذلك " رأيت الهندات " ؛ ويقال: " أيهات " ؛ في معنى " هيهات " ؛ ويقال: " هيهات ما قلت " ؛ و " هيهات لما قلت " ؛ فمن قال: " هيهات ما قلت " ؛ فمعناه: " البعد ما قلت " ؛ ومن قال: " هيهات لما قلت " ؛ فمعناه: " البعد لقولك " ؛ وأنشدوا:


                                                                                                                                                                                                                                        فأيهات أيهات العقيق ومن به ... وأيهات خل بالعقيق نواصله



                                                                                                                                                                                                                                        فأما من نون " هيهات " ؛ فجعلها نكرة؛ ويكون المعنى: " بعد لما توعدون " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية