الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ذكره ( وادخلوا الباب سجدا )

أما " الباب " الذي أمروا أن يدخلوه ، فإنه قيل : هو باب الحطة من بيت المقدس .

ذكر من قال ذلك :

1003 - حدثني محمد بن عمرو الباهلي قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ادخلوا الباب سجدا ) قال : باب الحطة ، من باب إيلياء ، من بيت المقدس .

1004 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله . [ ص: 104 ] 1005 - حدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : ( وادخلوا الباب سجدا ) ، أما الباب فباب من أبواب بيت المقدس .

1006 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( وادخلوا الباب سجدا ) أنه أحد أبواب بيت المقدس ، وهو يدعى باب حطة . وأما قوله : ( سجدا ) فإن ابن عباس كان يتأوله بمعنى الركع .

1007 - حدثني محمد بن بشار قال ، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( ادخلوا الباب سجدا ) ، قال : ركعا من باب صغير .

1008 - حدثنا الحسن بن الزبرقان النخعي قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد ، عن ابن عباس في قوله : ( ادخلوا الباب سجدا ) ، قال : أمروا أن يدخلوا ركعا .

قال أبو جعفر : وأصل " السجود " الانحناء لمن سجد له معظما بذلك . فكل منحن لشيء تعظيما له فهو " ساجد " . ومنه قول الشاعر :


بجمع تضل البلق في حجراته ترى الأكم منه سجدا للحوافر

[ ص: 105 ] يعني بقوله : " سجدا " خاشعة خاضعة . ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة :


يراوح من صلوات المليك     طورا سجودا وطورا جؤارا

فذلك تأويل ابن عباس قوله : ( سجدا ) ركعا ، لأن الراكع منحن ، وإن كان الساجد أشد انحناء منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية