الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون

                                                                                                                                                                                                قد يذكر الأمس ولا يراد به اليوم الذي قبل يومك ، ولكن الوقت المستقرب على طرق الاستعارة "مكانه" منزلته من الدنيا "وي" مفصولة عن كأن ، وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم . ومعناه : أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون وتندموا ثم قالوا : ويكأنه لا يفلح الكافرون أي : ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح ، وهو مذهب الخليل وسيبويه ؛ قال [من الخفيف ] :


                                                                                                                                                                                                وي كأن من يكن له نشب يحـ ـبب ومن يفتقر يعش عيش ضر



                                                                                                                                                                                                [ ص: 528 ] وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك ؟ فقال : وي كأنه وراء البيت . وعند الكوفيين أن "ويك" بمعنى : ويلك ، وأن المعنى ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون . ويجوز أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى وي ؛ كقوله [من الكامل ] :


                                                                                                                                                                                                ويك عنتر أقدم



                                                                                                                                                                                                وأنه بمعنى لأنه ، واللام لبيان المقول لأجله هذا القول ، أو لأنه لا يفلح الكافرون كان ذلك ، وهو الخسف بقارون ، ومن الناس من يقف على "وي" ويبتدئ "كأنه" ومنهم من يقف على "ويك " . وقرأ الأعمش "لولا من الله علينا " . وقرئ "لخسف بنا" وفيه ضمير الله . ولانخسف بنا ، كقولك : انقطع به . ولتخسف بنا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية