الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا

                                                                                                                                                                                                                                        ( وهو الذي خلق من الماء بشرا ) يعني الذي خمر به طينة آدم ، أو جعله جزءا من مادة البشر لتجتمع وتسلس وتقبل الأشكال والهيئات بسهولة ، أو النطفة . ( فجعله نسبا وصهرا ) أي قسمه قسمين ذوي نسب أي ذكورا ينسب إليهم ، وذوات صهر أي إناثا يصاهر بهن كقوله تعالى : ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) . ( وكان ربك قديرا ) حيث خلق من مادة واحدة بشرا ذا أعضاء مختلفة وطباع متباعدة وجعله قسمين متقابلين ، وربما يخلق من نطفة واحدة توأمين ذكرا وأنثى .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ) يعني الأصنام أو كل ما عبد من دون الله إذ ما من مخلوق يستقل بالنفع والضر . ( وكان الكافر على ربه ظهيرا ) يظاهر الشيطان بالعداوة والشرك والمراد بـ ( الكافر ) الجنس أو أبو جهل . وقيل هينا مهينا لا وقع له عنده من قولهم ظهرت به إذا نبذته خلف ظهرك فيكون كقوله ( ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية