الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أبو الكنود عن خباب

[ ص: 69 ] 2129 - حدثنا الحسين بن عمرو العنقزي قال : نا أبي قال : نا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن أبي سعد ، عن أبي الكنود ، عن خباب .

2130 - ونا يوسف بن موسى قال : نا أحمد بن المفضل قال : نا أسباط بن نصر ، عن السدي ، عن أبي سعد الأزدي ، عن أبي الكنود ، عن خباب بن الأرت ، في قول الله تبارك وتعالى ) ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ( .

[ ص: 70 ] قال : جاء عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا مع بلال وعمار وصهيب وخباب بن الأرت في ناس من الضعفاء من المؤمنين ، فلما رأوهم حوله حقروهم ، فأتوه فخلوا به ، فقالوا : إنا نحب أن تجعل لنا منك نصيبـا تعرف لنا به العرب ، فإن وفود العرب تأتيك ، ونستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم ، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت ، فقال : نعم ، فقالوا : اكتب لنا كتابا ، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ، ودعا عليـا ليكتب لهم ، ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ) ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ( ثم ذكر الأقرع وصاحبه فقال ) وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ( ثم ذكر فقال ) وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا ( فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة جانبا فما أنسى وهو يقول : " سلام عليكم " فدنونا يومئذ منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا قبل ذلك فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله تعالى ) واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ( [ ص: 71 ] يقول : مجالس الأشراف ) ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ( وأما من أغفلنا قلبه فهو عيينة والأقرع بن حابس ، وأما فرطا فهلاكا ، ثم ضرب لهم مثلا رجلين ومثل الحياة الدنيا قال : فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها أقمنا وتركناه حتى يقوم متى قام .

[ ص: 72 ] وهذا الحديث بهذا الكلام لا نعلم رواه إلا خباب ولا نعلم له طريقا عن خباب إلا هذا الطريق .

التالي السابق


الخدمات العلمية