الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون

                                                                                                                                                                                                أن يسبقونا أن يفوتونا ، يعني أن الجزاء يلحقهم لا محالة ، وهم لم يطمعوا في الفوت ، ولم يحدثوا به نفوسهم ، ولكنهم لغفلتهم وقلة فكرهم في العاقبة وإصرارهم على المعاصي : في صورة من يقدر ذلك ويطمع فيه . ونظيره وما أنتم بمعجزين في الأرض [العنكبوت :22 ] ، ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون [الأنفال :59 ] . فإن قلت : أين مفعولا "حسب" ؟ قلت : اشتمال صلة أن على مسند ومسند إليه سد مسد المفعولين ؛ [ ص: 535 ] كقوله تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة [البقرة : 214 ] ويجوز أن يضمن حسب معنى قدر وأم منقطعة . ومعنى الإضراب فيها : أن هذا الحسبان أبطل من الحسبان الأول ، لأن ذاك يقدر أنه لا يمتحن لإيمانه ، وهذا يظن أنه لا يجازى بمساويه ساء ما يحكمون بئس الذي يحكمونه حكمهم هذا . أو بئس حكما يحكمونه حكمهم هذا ، فحذف المخصوص بالذم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية