الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2409 ) فصل : وإن وقف صيد ، بعض قوائمه في الحل ، وبعضها في الحرم ، فقتله قاتل ، ضمنه تغليبا للحرم . وبه قال أبو ثور ، وأصحاب الرأي . وإن نفر صيدا من الحرم ، فأصابه شيء في حال نفوره ، ضمنه ; لأنه تسبب إلى إتلافه ، فأشبه ما لو تلف بشركه أو شبكته . وإن سكن من نفوره ، ثم أصابه شيء ، فلا شيء على من نفره . نص عليه أحمد .

                                                                                                                                            وهو قول الثوري ; لأنه لم يكن سببا لإتلافه ، وقد روي عن عمر ، أنه وقعت على ردائه حمامة ، فأطارها ، فوقعت على واقف فانتهزتها حية ، فاستشار في ذلك عثمان ونافع بن عبد الحارث فحكما عليه بشاة . وهذا يدل على أنهم رأوا عليه الضمان بعد سكوته . لكن لو انتقل عن المكان الثاني ، فأصابه شيء ، فلا ضمان عليه ; لأنه خرج عن المكان الذي طرد إليه ، وقول الثوري وأحمد إنما يدل على هذا ; لأن سفيان قال : إذا طردت في الحرم شيئا ، فأصاب شيئا قبل أن يقع ، أو حين وقع ، ضمنت ، وإن وقع من ذلك المكان إلى مكان آخر ، فليس عليك شيء . فقال أحمد : جيد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية