(
nindex.php?page=treesubj&link=29058_30488nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى ( 14 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=15وذكر اسم ربه فصلى ( 15 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بل تؤثرون الحياة الدنيا ( 16 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=17والآخرة خير وأبقى ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إن هذا لفي الصحف الأولى ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=19صحف إبراهيم وموسى ( 19 ) )
يقول تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى ) أي : طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة ، وتابع ما أنزل الله على رسوله ، صلوات الله وسلامه عليه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=15وذكر اسم ربه فصلى ) أي : أقام الصلاة في أوقاتها ; ابتغاء رضوان الله وطاعة لأمر الله وامتثالا لشرع الله . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار :
حدثنا
عباد بن أحمد العرزمي ، حدثنا عمي
محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن
عطاء بن السائب ، عن
عبد الرحمن بن سابط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826699 ( nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى ) قال : " من شهد أن لا إله إلا الله ، وخلع الأنداد ، وشهد أني رسول الله " ، (
nindex.php?page=hadith&LINKID=826700nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=15وذكر اسم ربه فصلى ) قال : " هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بها " .
ثم قال لا يروى عن
جابر إلا من هذا الوجه .
وكذا قال
ابن عباس : إن المراد بذلك الصلوات الخمس . واختاره
ابن جرير .
وقال
ابن جرير : حدثني
عمرو بن عبد الحميد الآملي حدثنا
مروان بن معاوية ، عن
أبي خلدة قال : دخلت على
أبي العالية فقال لي : إذا غدوت غدا إلى العيد فمر بي . قال : فمررت به فقال : هل طعمت شيئا ؟ قلت : نعم . قال : أفضت على نفسك من الماء ؟ قلت : نعم . قال : فأخبرني ما فعلت بزكاتك ؟ قلت : وكأنك قلت : قد وجهتها ؟ قال : إنما أردتك لهذا . ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) وقال : إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء .
[ ص: 382 ]
قلت : وكذلك روينا عن أمير المؤمنين
عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر ، ويتلو هذه الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى )
وقال
أبو الأحوص : إذا أتى أحدكم سائل وهو يريد الصلاة ، فليقدم بين يدي صلاته زكاته ، فإن الله يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى )
وقال
قتادة في هذه الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) زكى ماله وأرضى خالقه .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بل تؤثرون الحياة الدنيا ) أي : تقدمونها على أمر الآخرة ، وتبدونها على ما فيه نفعهم وصلاحهم في معاشهم ومعادهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=17والآخرة خير وأبقى ) أي : ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى ، فإن الدنيا دنية فانية ، والآخرة شريفة باقية ، فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى ، ويهتم بما يزول عنه قريبا ، ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد ؟!
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
حسين بن محمد ، حدثنا
ذويد ، عن
أبي إسحاق ، عن
عروة ، عن
عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820532 " الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له " .
وقال
ابن جرير : حدثنا
ابن حميد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ، حدثنا
أبو حمزة ، عن
عطاء ، عن
عرفجة الثقفي قال : استقرأت
ابن مسعود : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى ) فلما بلغ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بل تؤثرون الحياة الدنيا ) ترك القراءة ، وأقبل على أصحابه وقال : آثرنا الدنيا على الآخرة . فسكت القوم ، فقال : آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها ، وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل .
وهذا منه على وجه التواضع والهضم ، أو هو إخبار عن الجنس من حيث هو ، والله أعلم .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
سليمان بن داود الهاشمي ، حدثنا
إسماعيل بن جعفر ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو ، عن
المطلب بن عبد الله ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824094 " من أحب دنياه أضر بآخرته ، ومن أحب آخرته أضر بدنياه ، فآثروا ما يبقى على ما يفنى " . تفرد به
أحمد .
وقد رواه أيضا عن
أبي سلمة الخزاعي ، عن
الدراوردي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16698عمرو بن أبي عمرو ، به مثله سواء .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار :
[ ص: 383 ] حدثنا
نصر بن علي ، حدثنا
معتمر بن سليمان ، عن أبيه عن
عطاء بن السائب ، عن
عكرمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=826701عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كان كل هذا - أو : كان هذا - في صحف إبراهيم وموسى " .
ثم قال : لا نعلم أسند الثقات عن
عطاء بن السائب ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس غير هذا ، وحديثا آخر أورده قبل هذا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : أخبرنا
زكريا بن يحيى ، أخبرنا
نصر بن علي ، حدثنا
المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن
عطاء بن السائب ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : لما نزلت (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى ) قال : كلها في صحف
إبراهيم وموسى ، فلما نزلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى ) [ النجم : 37 ] قال : وفى (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى ) [ النجم : 38 ] .
يعني أن هذه الآية كقوله في سورة " النجم " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى ) [ النجم : 36 - 42 ] الآيات إلى آخرهن . وهكذا قال
عكرمة - فيما رواه
ابن جرير ، عن
ابن حميد ، عن
مهران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن
عكرمة - في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) يقول : الآيات التي في سبح اسم ربك الأعلى .
وقال
أبو العالية : قصة هذه السورة في الصحف الأولى .
واختار
ابن جرير أن المراد بقوله : ( إن هذا ) إشارة إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) ثم قال : ( إن هذا ) أي : مضمون هذا الكلام (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) .
وهذا اختيار حسن قوي . وقد روي عن
قتادة وابن زيد ، نحوه . والله أعلم .
آخر تفسير سورة " سبح " ولله الحمد والمنة .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29058_30488nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ( 14 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=15وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ( 15 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( 16 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=17وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=19صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ( 19 ) )
يَقُولُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) أَيْ : طَهَّرَ نَفْسَهُ مِنَ الْأَخْلَاقِ الرَّذِيلَةِ ، وَتَابَعَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=15وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) أَيْ : أَقَامَ الصَّلَاةَ فِي أَوْقَاتِهَا ; ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ وَطَاعَةً لِأَمْرِ اللَّهِ وَامْتِثَالًا لِشَرْعِ اللَّهِ . وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ :
حَدَّثَنَا
عَبَّادُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمِّي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826699 ( nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قَالَ : " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَخَلَعَ الْأَنْدَادَ ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ " ، (
nindex.php?page=hadith&LINKID=826700nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=15وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) قَالَ : " هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا وَالِاهْتِمَامُ بِهَا " .
ثُمَّ قَالَ لَا يُرْوَى عَنْ
جَابِرٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَكَذَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ . وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْآمُلِيُّ حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ
أَبِي خَلْدَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
أَبِي الْعَالِيَةِ فَقَالَ لِي : إِذَا غَدَوْتَ غَدًا إِلَى الْعِيدِ فَمُرَّ بِي . قَالَ : فَمَرَرْتُ بِهِ فَقَالَ : هَلْ طَعِمْتَ شَيْئًا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : أَفَضْتَ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الْمَاءِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي مَا فَعَلْتَ بِزَكَاتِكَ ؟ قُلْتُ : وَكَأَنَّكَ قُلْتَ : قَدْ وَجَّهْتَهَا ؟ قَالَ : إِنَّمَا أَرَدْتُكَ لِهَذَا . ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) وَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَا يَرَوْنَ صَدَقَةً أَفْضَلَ مِنْهَا وَمِنْ سِقَايَةِ الْمَاءِ .
[ ص: 382 ]
قُلْتُ : وَكَذَلِكَ رُوِّينَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ النَّاسَ بِإِخْرَاجِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ ، وَيَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )
وَقَالَ
أَبُو الْأَحْوَصِ : إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ سَائِلٌ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ صَلَاتِهِ زَكَاتَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى )
وَقَالَ
قَتَادَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) زَكَّى مَالَهُ وَأَرْضَى خَالِقَهُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) أَيْ : تُقَدِّمُونَهَا عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ ، وَتُبْدُونَهَا عَلَى مَا فِيهِ نَفْعُهُمْ وَصَلَاحُهُمْ فِي مَعَاشِهِمْ وَمَعَادِهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=17وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) أَيْ : ثَوَابُ اللَّهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَأَبْقَى ، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَنِيَّةٌ فَانِيَةٌ ، وَالْآخِرَةَ شَرِيفَةٌ بَاقِيَةٌ ، فَكَيْفَ يُؤْثِرُ عَاقِلٌ مَا يَفْنَى عَلَى مَا يَبْقَى ، وَيَهْتَمُّ بِمَا يَزُولُ عَنْهُ قَرِيبًا ، وَيَتْرُكُ الِاهْتِمَامَ بِدَارِ الْبَقَاءِ وَالْخُلْدِ ؟!
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
ذُوَيْدٌ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820532 " الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ " .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنْ
عَرْفَجَةِ الثَّقَفِيِّ قَالَ : اسْتَقْرَأْتُ
ابْنَ مَسْعُودٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فَلَمَّا بَلَغَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=16بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) تَرَكَ الْقِرَاءَةِ ، وَأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَقَالَ : آثَرْنَا الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ . فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : آثَرْنَا الدُّنْيَا لِأَنَّا رَأَيْنَا زِينَتَهَا وَنِسَاءَهَا وَطَعَامَهَا وَشَرَابَهَا ، وَزُوِيَتْ عَنَّا الْآخِرَةُ فَاخْتَرْنَا هَذَا الْعَاجِلَ وَتَرَكْنَا الْآجِلَ .
وَهَذَا مِنْهُ عَلَى وَجْهِ التَّوَاضُعِ وَالْهَضْمِ ، أَوْ هُوَ إِخْبَارٌ عَنِ الْجِنْسِ مِنْ حَيْثُ هُوَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16698عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824094 " مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى " . تَفَرَّدَ بِهِ
أَحْمَدُ .
وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ ، عَنِ
الدَّرَاوَرْدِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16698عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، بِهِ مِثْلَهُ سَوَاءً .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13863الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ :
[ ص: 383 ] حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=826701عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " كَانَ كُلُّ هَذَا - أَوْ : كَانَ هَذَا - فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى " .
ثُمَّ قَالَ : لَا نَعْلَمُ أَسْنَدَ الثِّقَاتَ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرَ هَذَا ، وَحَدِيثًا آخَرَ أَوْرَدَهُ قَبْلَ هَذَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : أَخْبَرَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قَالَ : كُلُّهَا فِي صُحُفِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ، فَلَمَّا نَزَلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ) [ النَّجْمِ : 37 ] قَالَ : وَفَّى (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) [ النَّجْمِ : 38 ] .
يَعْنِي أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ كَقَوْلِهِ فِي سُورَةِ " النَّجْمِ " : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) [ النَّجْمِ : 36 - 42 ] الْآيَاتِ إِلَى آخِرِهِنَّ . وَهَكَذَا قَالَ
عِكْرِمَةُ - فِيمَا رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
ابْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ
مِهْرَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ - فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) يَقُولُ : الْآيَاتُ الَّتِي فِي سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى .
وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : قِصَّةُ هَذِهِ السُّورَةِ فِي الصُّحُفِ الْأُولَى .
وَاخْتَارَ
ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ : ( إِنَّ هَذَا ) إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ هَذَا ) أَيْ : مَضْمُونُ هَذَا الْكَلَامِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=18لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) .
وَهَذَا اخْتِيَارٌ حَسَنٌ قَوِيٌّ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ وَابْنِ زَيْدٍ ، نَحْوُهُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ " سَبِّحْ " وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .