الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال كلا فاذهبا بآياتنا ) إجابة له إلى الطلبتين بوعده لدفع بلائهم اللازم ردعه عن الخوف ، وضم أخيه إليه في الإرسال ، والخطاب في ( فاذهبا ) على تغليب الحاضر لأنه معطوف على الفعل الذي يدل عليه [ ص: 135 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( كلا ) كأنه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت والذي طلبته . ( إنا معكم ) يعني موسى وهارون وفرعون . ( مستمعون ) سامعون لما يجري بينكما وبينه فأظهركما عليه ، مثل نفسه تعالى بمن حضر مجادلة قوم استماعا لما يجري بينهم وترقبا لإمداد أوليائه منهم ، مبالغة في الوعد بالإعانة ، ولذلك تجوز بالاستماع الذي هو بمعنى الإصغاء للسمع الذي هو مطلق إدراك الحروف والأصوات ، وهو خبر ثان أو الخبر وحده ( معكم ) لغو .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ) أفرد الرسول لأنه مصدر وصف به فإنه مشترك بين المرسل والرسالة ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        لقد كذب الواشون ما فهت عندهم . . . بسر ولا أرسلتهم برسول



                                                                                                                                                                                                                                        ولذلك ثنى تارة وأفرد أخرى ، أو لاتحادهما للأخوة أو لوحدة المرسل والمرسل به ، أو لأنه أراد أن كل واحد منا .

                                                                                                                                                                                                                                        ( أن أرسل معنا بني إسرائيل ) أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإرسال المتضمن معنى القول ، والمراد خلهم ليذهبوا معنا إلى الشام .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية