الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: يسألونك عن الأهلة

                                          [1706 ] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن عبيد الله ومسدد، قالا: حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعل الله الأهلة مواقيت.

                                          قوله: هي مواقيت للناس

                                          [1707 ] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، ثنا أبي ثنا عمي الحسين، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة، فنزلت هذه الآية يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس يعلمون بها حل دينهم، وعدة نسائهم ووقت حجتهم .

                                          [1708 ] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: بلغنا أنهم قالوا: يا رسول الله لم خلقت الأهلة؟ فأنزل الله: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس يقول: جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعدة نسائهم ومحل دينهم. وروي عن عطاء والضحاك وقتادة والسدي والربيع بن أنس، نحو ذلك.

                                          قوله: والحج



                                          وبه عن أبي العالية: قل هي مواقيت للناس والحج يقول: مواقيت لحجهم ومناسكهم.

                                          وروي عن الضحاك وقتادة والسدي والربيع بن أنس، نحو ذلك.

                                          [ ص: 323 ] قوله: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها

                                          [1709 ] حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق عن البراء قال: كانت الأنصار إذا قدموا من سفر، لم يدخل الرجل من قبل بابه، فنزلت هذه الآية وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها والوجه الثاني

                                          [1710 ] حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو الجواب، عن عمار بن رزيق، عن سليمان الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس، فكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان، إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا يا رسول الله: إن قطبة بن عامر رجل فاجر، وإنه خرج معك من الباب، فقالوا له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: رأيتك فعلته ففعلته كما فعلت. قال: إني أحمس قال له: فإن ديني دينك فأنزل الله: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها

                                          [1711 ] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، حدثني أبي، ثنا عمي الحسين، عن أبيه عن جده، عن ابن عباس، قوله: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها وإن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن. فإذا أحرم لم يلج من باب بيته، واتخذ نقبا من ظهر بيته، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها رجل محرم كذلك - وإن أهل المدينة كانوا يسمون البستان. "الحش" وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بستانا، فدخله من بابه، ودخل معه ذلك المحرم فناداه رجل من ورائه: يا فلان إنك محرم وقد دخلت مع الناس فقال: يا رسول الله: إن كنت محرما فأنا محرم، وإن كنت أحمس فأنا أحمس، فنزلت هذه الآية وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها

                                          الوجه الثالث:

                                          [1712 ] حدثنا الحسن بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار، حدثني سرور بن المغيرة، عن عباد بن منصور، عن الحسن قوله: وليس البر بأن تأتوا البيوت من [ ص: 324 ] ظهورها قال: كان أقوام من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو خرج من بيته يريد سفره الذي خرج له، ثم بدا له بعد خروجه منه أن يقيم ويدع سفره الذي خرج له لم يدخل البيت من بابه ولكن يتسوره من قبل ظهره تسورا، فقال الله: "ليس ذلك بالبر، أن تأتوا البيوت من ظهورها، وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون .

                                          الوجه الرابع:

                                          [1713 ] ذكر عن زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة الربذي قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: كان الرجل إذا اعتكف، لم يدخل منزله من باب البيت، فأنزل الله: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها

                                          الوجه الخامس

                                          [1714 ] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، عن أبي شيبة، عن عطاء، قال: كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم، دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أدنى إلى البر. فقال الله تعالى: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها

                                          قوله: ولكن البر من اتقى

                                          [1715 ] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة، أخبرني ابن شعيب، أخبرني عثمان بن عطاء، عن أبيه عطاء: وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر: من اتقى قال: إنما البر أن تتقوا الله. قوله: وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون

                                          [1716 ] أخبرنا محمد بن سعيد العوفي فيما كتب إلي، حدثني أبي، ثنا عمي الحسين، عن أبي، عن جدي، عن ابن عباس، قوله: وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون فأحل الله للمؤمنين أن يدخلوا من أبوابها.

                                          قوله: واتقوا الله

                                          [1717 ] حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير، في قول الله: واتقوا الله يعني المؤمنين يحذرهم.

                                          [ ص: 325 ] قوله: لعلكم تفلحون

                                          [1718 ] حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، ثنا أبو صخر المديني، عن محمد بن كعب القرظي، أنه كان يقول في هذه الآية: لعلكم تفلحون يقول: لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية