الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                19646 ( أخبرنا ) أبو عبد الرحمن السلمي ، أنبأ أبو الحسن الكارزي ، ثنا علي بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبيد في حديث علي - رضي الله عنه - في الرجل الذي سافر مع أصحاب له ، فلم يرجع حين رجعوا ، فاتهم أهله أصحابه ، فرفعوهم إلى شريح ، فسألهم البينة على قتله ، فارتفعوا إلى علي - رضي الله عنه - وأخبروه بقول شريح . فقال علي - رضي الله عنه : أوردها سعد ، وسعد مشتمل يا سعد ، لا تروى بها ذاك الإبل ، ثم قال : إن أهون السقي التشريع . قال : ثم فرق بينهم وسألهم ، فاختلفوا ، ثم أقروا بقتله ، فأحسبه قال : فقتلهم به . قال أبو عبيد : حدثنيه رجل لا أحفظ اسمه ، عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن علي - رضي الله عنه . قال أبو عبيد : قوله " أوردها سعد وسعد مشتمل " هذا مثل ، يقال : إن أصله أن رجلا أورد إبله ماء لا تصل إلى شربه إلا بالاستقاء ، ثم اشتمل ونام وتركها . يقول : فهذا الفعل لا تروى به الإبل . وقوله : إن أهون السقي التشريع ، هو مثل أيضا ، يقول : إن أيسر ما ينبغي أن يفعل بها ، أن يمكنها من الشريعة ، أو الحوض . يقول : إن أهون ما كان ينبغي لشريح أن يفعل ، أن يستقصي في المسألة ، والنظر ، والكشف عن خبر الرجل حتى يعذر في طلبه ، ولا يقتصر على طلب البينة فقط .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية