(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ) .
اعلم أن هذا من
nindex.php?page=treesubj&link=31931_29434_32421_32423_32424_32426_32425_32428صفات اليهود الذين تقدم ذكرهم ، والمراد أنهم كفروا
بمحمد وبالقرآن وصدوا غيرهم عن سبيل الله ، وذلك بإلقاء الشبهات في قلوبهم نحو قولهم : لو كان رسولا لأتى بكتابه دفعة واحدة من السماء كما نزلت التوراة على
موسى ، وقولهم : إن الله تعالى ذكر في التوراة أن شريعة
موسى لا تبدل ولا تنسخ إلى يوم القيامة ، وقولهم : إن الأنبياء لا يكونون إلا من ولد
هارون وداود ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167قد ضلوا ضلالا بعيدا ) وذلك لأن
nindex.php?page=treesubj&link=32511_32512_32515أشد الناس ضلالا من كان ضالا ويعتقد في نفسه أنه محق ، ثم إنه يتوسل بذلك الضلال إلى اكتساب المال والجاه ، ثم إنه يبذل كنه جهده في إلقاء غيره في مثل ذلك الضلال ، فهذا الإنسان لا شك أنه قد بلغ في الضلال إلى أقصى الغايات وأعظم النهايات ، فلهذا قال تعالى في حقهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167قد ضلوا ضلالا بعيدا ) ولما وصف تعالى كيفية ضلالهم ذكر بعده وعيدهم فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إن الذين كفروا وظلموا )
محمدا بكتمان ذكر بعثته وظلموا عوامهم بإلقاء الشبهات في قلوبهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168لم يكن الله ليغفر لهم ) .
واعلم أنا إن حملنا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إن الذين كفروا ) على المعهود السابق لم يحتج إلى إضمار شرط في هذا الوعيد ، لأنا نحمل الوعيد في الآية على أقوام علم الله منهم أنهم يموتون على الكفر ، وإن حملناه على الاستغراق أضمرنا فيه شرط عدم التوبة ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168ولا ليهديهم طريقا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إلا طريق جهنم ) .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169خالدين فيها أبدا ) والمعنى أنه تعالى لا يهديهم يوم القيامة إلى الجنة بل يهديهم إلى طريق جهنم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169وكان ذلك على الله يسيرا ) انتصب خالدين على الحال ، والعامل فيه معنى لا ليهديهم لأنه
[ ص: 90 ] بمنزلة نعاقبهم خالدين ، وانتصب ( أبدا ) على الظرف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169وكان ذلك على الله يسيرا ) والمعنى لا يتعذر عليه شيء فكان إيصال الألم إليهم شيئا بعد شيء إلى غير النهاية يسيرا عليه وإن كان متعذرا على غيره .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) .
اعْلَمْ أَنَّ هَذَا مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31931_29434_32421_32423_32424_32426_32425_32428صِفَاتِ الْيَهُودِ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ كَفَرُوا
بِمُحَمَّدٍ وَبِالْقُرْآنِ وَصَدُّوا غَيْرَهُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، وَذَلِكَ بِإِلْقَاءِ الشُّبُهَاتِ فِي قُلُوبِهِمْ نَحْوَ قَوْلِهِمْ : لَوْ كَانَ رَسُولًا لَأَتَى بِكِتَابِهِ دُفْعَةً وَاحِدَةً مِنَ السَّمَاءِ كَمَا نَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى
مُوسَى ، وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ شَرِيعَةَ
مُوسَى لَا تُبَدَّلُ وَلَا تُنْسَخُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَقَوْلُهُمْ : إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَكُونُونَ إِلَّا مِنْ وَلَدِ
هَارُونَ وَدَاوُدَ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ) وَذَلِكَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32511_32512_32515أَشَدَّ النَّاسِ ضَلَالًا مَنْ كَانَ ضَالًّا وَيَعْتَقِدُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ مُحِقٌّ ، ثُمَّ إِنَّهُ يَتَوَسَّلُ بِذَلِكَ الضَّلَالِ إِلَى اكْتِسَابِ الْمَالِ وَالْجَاهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ يَبْذُلُ كُنْهَ جُهْدِهِ فِي إِلْقَاءِ غَيْرِهِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الضَّلَالِ ، فَهَذَا الْإِنْسَانُ لَا شَكَّ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ فِي الضَّلَالِ إِلَى أَقْصَى الْغَايَاتِ وَأَعْظَمِ النِّهَايَاتِ ، فَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=167قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ) وَلَمَّا وَصَفَ تَعَالَى كَيْفِيَّةَ ضَلَالِهِمْ ذَكَرَ بَعْدَهُ وَعِيدَهُمْ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا )
مُحَمَّدًا بِكِتْمَانِ ذِكْرِ بِعْثَتِهِ وَظَلَمُوا عَوَامَّهُمْ بِإِلْقَاءِ الشُّبَهَاتِ فِي قُلُوبِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) .
وَاعْلَمْ أَنَّا إِنْ حَمَلْنَا قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) عَلَى الْمَعْهُودِ السَّابِقِ لَمْ يُحْتَجْ إِلَى إِضْمَارِ شَرْطٍ فِي هَذَا الْوَعِيدِ ، لِأَنَّا نَحْمِلُ الْوَعِيدَ فِي الْآيَةِ عَلَى أَقْوَامٍ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ عَلَى الْكُفْرِ ، وَإِنْ حَمَلْنَاهُ عَلَى الِاسْتِغْرَاقِ أَضْمَرْنَا فِيهِ شَرْطَ عَدَمِ التَّوْبَةِ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=168وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ ) .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَهْدِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ بَلْ يَهْدِيهِمْ إِلَى طَرِيقِ جَهَنَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) انْتَصَبَ خَالِدِينَ عَلَى الْحَالِ ، وَالْعَامِلُ فِيهِ مَعْنَى لَا لِيَهْدِيَهُمْ لِأَنَّهُ
[ ص: 90 ] بِمَنْزِلَةِ نُعَاقِبُهُمْ خَالِدِينَ ، وَانْتَصَبَ ( أَبَدًا ) عَلَى الظَّرْفِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=169وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) وَالْمَعْنَى لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَكَانَ إِيصَالُ الْأَلَمِ إِلَيْهِمْ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ إِلَى غَيْرِ النِّهَايَةِ يَسِيرًا عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مُتَعَذِّرًا عَلَى غَيْرِهِ .