الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين

                                                                                                                                                                                                                                        ( فلما تراءى الجمعان ) تقاربا بحيث رأى كل واحد منهما الآخر ، وقرئ «تراءت الفئتان » ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) لملحقون ، وقرئ «لمدركون » من أدرك الشيء إذا تتابع ففني ، أي : لمتتابعون في الهلاك على أيديهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال كلا ) لن يدركوكم فإن الله وعدكم بالخلاص منهم . ( إن معي ربي ) بالحفظ والنصرة .

                                                                                                                                                                                                                                        ( سيهدين ) طريق النجاة منهم ، روي أن مؤمن آل فرعون كان بين يدي موسى فقال : أين أمرت فهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون ، فقال : أمرت بالبحر ولعلي أومر بما أصنع .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ) بحر القلزم أو النيل . ( فانفلق ) أي فضرب فانفلق وصار اثني عشر فرقا بينها مسالك . ( فكان كل فرق كالطود العظيم ) كالجبل المنيف الثابت في مقره فدخلوا في شعابها كل سبط في شعب .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وأزلفنا ) وقربنا . ( ثم الآخرين ) فرعون وقومه حتى دخلوا على أثرهم مداخلهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية