الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 559 ] وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم

                                                                                                                                                                                                لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أسلم بمكة بالهجرة ، خافوا الفقر والضيعة ، فكان يقول الرجل منهم : كيف أقدم بلدة ليس لي فيها معيشة ، فنزلت . والدابة : كل نفس دبت على وجه الأرض ، عقلت أو لم تعقل . تحمل رزقها لا تطيق أن تحمله لضعفها على حمله الله يرزقها وإياكم أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ، ولا يرزقكم أيضا أيها الأقوياء إلا هو وإن كنتم مطيقين لحمل أرزاقكم وكسبها ، لأنه لو لم يقدركم ولم يقدر لكم أسباب الكسب ، لكنتم أعجز من الدواب التي لا تحمل ، وعن الحسن لا تحمل رزقها لا تدخره ، إنما تصبح فيرزقها الله . وعن ابن عيينة : ليس شيء يخبئ إلا الإنسان والنملة والفأرة . وعن بعضهم : رأيت البلبل يحتكر في حضنيه . ويقال : للعقعق مخابئ إلا أنه ينساها وهو السميع لقولكم : نخشى الفقر والضيعة "العليم" بما في ضمائركم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية