الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب في فرض الجمعة

                                                                              1081 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا الوليد بن بكير أبو جناب حدثني عبد الله بن محمد العدوي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا من عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها في حياتي أو بعدي وله إمام عادل أو جائر استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بر له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه ألا لا تؤمن امرأة رجلا ولا يؤم أعرابي مهاجرا ولا يؤم فاجر مؤمنا إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( قبل أن تشغلوا ) أي عنها بالمرض وكبر السن وغير ذلك قوله ( وصلوا ) من الوصل (الذي بينكم وبين ربكم ) أي حق الله الذي عليكم (تجبروا ) من جبر الكسر إذا أصلحه أي يصلح حالكم قوله ( وله إمام إلخ ) يفيد أن الإمام شرطه العدالة ا ه قوله ( ألا ولا صلاة له ) فإن الترك بالوجه المذكور ارتداد لا يمنع صحة هذه الأعمال قوله ( ألا لا تؤمن ) من الإمامة بنون التوكيد (ولا يؤم أعرابي مهاجرا ) لأن من شأن الأعرابي الجهل ومن شأن المهاجر العلم (فاجر ) أي فاسق (مؤمنا ) أي غير فاسق والذي عند كثير من العلماء محمول على الكراهة وإلا فالصلاة صحيحة وقد [ ص: 335 ] يستدل بمثل هذا من يقول الفاسق ليس بمؤمن قوله ( بسلطان ) أي غلبة وفي الزوائد إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان وعبد الله بن محمد العدوي .




                                                                              الخدمات العلمية