الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون

                                                                                                                                                                                                ودت طائفة : هم اليهود، دعوا حذيفة وعمارا ومعاذا إلى اليهودية وما يضلون إلا أنفسهم وما يعود وبال الإضلال إلا عليهم; لأن العذاب يضاعف لهم بضلالهم وإضلالهم، أو وما يقدرون على إضلال المسلمين، وإنما يضلون أمثالهم من أشياعهم بآيات الله بالتوراة والإنجيل، وكفرهم بها: أنهم لا يؤمنون بما نطقت به من صحة نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيرها، وشهادتهم: اعترافهم بأنها آيات الله، أو تكفرون بالقرآن ودلائل نبوة الرسول وأنتم تشهدون : نعته في الكتابين، أو تكفرون بآيات الله جميعا وأنتم تعلمون أنها حق.

                                                                                                                                                                                                قرئ (تلبسون) بالتشديد وقرأ يحيى بن وثاب (تلبسون) بفتح الباء أي: تلبسون الحق مع الباطل، كقوله: (كلابس ثوبي زور)، وقوله [من الطويل]:


                                                                                                                                                                                                إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا



                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية