الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان أبو سعد الأصبهاني ثم البغدادي ، سمع الحديث وكان على طريقة السلف ، حلو الشمائل مطرحا الكلفة ، ربما خرج إلى السوق بقميص وقلنسوة ، وحج أحد عشر حجة وكان يملي الحديث ويكثر الصوم ، توفي بنهاوند في ربيع الأول من هذه السنة ، وقد قارب الثمانين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو الحسن اليزدي ، تفقه بأبي [ ص: 339 ] بكر الشاشي وسمع الحديث وأسمعه وكان له ولأخيه قميص وعمامة ، إذا خرج هذا جلس الآخر في البيت وكذا الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو منصور الجواليقي ، شيخ اللغة في زمانه ، باشر مشيخة اللغة بالنظامية بعد شيخه أبي زكريا التبريزي مدة وكان يؤم بالمقتفي ، وربما قرأ عليه الخليفة شيئا من الكتب ، وكان عاقلا متواضعا في ملبسه ، طويل الصمت ، كثير التفكر ، وكانت له حلقة بجامع القصر أيام الجمع وكان فيه لكنة ، وكان يجلس إلى جانبه المغربي معبر المنامات ، وكان فاضلا لكنه كان كثير النعاس في مجلسه فقال فيهما بعض الأدباء :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بغداد عندي ذنبها لن يغفرا وعيوبها مكشوفة لن تسترا     كون الجواليقي فيها ممليا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لغة وكون المغربي معبرا     مأسور لكنته يقول فصاحة
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ونئوم يقظته يعبر في الكرى

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية