الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب من قال يركع ركعتين

                                                                      1193 حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني حدثني الحارث بن عمير البصري عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها حتى انجلت [ ص: 43 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 43 ] 265 - باب من قال من الأئمة كأبي حنيفة وصاحبيه ( يركع ركعتين ) : أي يركع بركوعين في كل ركعة ركوع واحد كسائر الصلوات ، وتقدم بعض الأحاديث الذي يدل على ذلك في باب من قال أربع ركعات ، ومع ذلك أفرد المؤلف هذا الباب .

                                                                      ( فجعل يصلي ركعتين ركعتين ) : قال الحافظ في الفتح : إن كان هذا الحديث محفوظا احتمل أن يكون معنى قوله ركعتين أي ركوعين ، وقد وقع التعبير بالركوع عن الركعة في حديث الحسن البصري عند الشافعي في مسنده ولفظه قال " خسف القمر وابن عباس أمير على البصرة فخرج فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتين " ( ويسأل عنها ) : قال الحافظ : يحتمل أن يكون السؤال بالإشارة فلا يلزم التكرار .

                                                                      وقد أخرج عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي قلابة أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان كلما ركع ركعة أرسل رجلا ينظر هل انجلت ، فتعين الاحتمال المذكور . وإن ثبت تعدد القصة زال الإشكال . انتهى . وقال في المرقاة قال المظهر يشبه أن يكون صلاها مرات .

                                                                      قال الطيبي : ويسأل الله بالدعاء أن يكشف عنها أو يسأل الناس عن انجلائها أي كلما صلى ركعتين يسأل هل انجلت ، فالمراد بتكرار الركعتين المرات وهذا بظاهره ينافي الأحاديث المتقدمة ويقرب إلى مذهب أبي حنيفة . انتهى كلامه .

                                                                      وقال السندي تحت قوله ركعتين ركعتين قيل ركوعين ركوعين في كل ركعة ، ويبعده ما في بعض الروايات ويسأل عنها .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي وابن ماجه ، في إسناده الحارث بن عمير أبو عمير البصري استشهد به البخاري ووثقه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي ، وقال أبو زرعة الرازي : ثقة رجل صالح ، وكان حماد بن زيد يقدمه ويثني عليه ، وقال ابن حبان : كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات .




                                                                      الخدمات العلمية