الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      21- وأما : (يكاد البرق يخطف أبصارهم) فمنهم من قرأ: (يخطف) من "خطف"، وهي قليلة رديئة؛ لا تكاد

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 55 ] تعرف. وقد رواها يونس (يخطف) بكسر "الخاء" لاجتماع الساكنين. ومنهم من قرأ: (يخطف) على "خطف يخطف" وهي الجيدة، وهما لغتان. وقال بعضهم: (يخطف) وهو قول يونس من: "يختطف" فأدغم التاء في الطاء؛ لأن مخرجها قريب من مخرج الطاء. وقال بعضهم: (يخطف) فحول الفتحة على الذي كان قبلها، والذي كسر كسر لاجتماع الساكنين فقال: (يخطف) ومنهم من قال: (يخطف) كسر الخاء لاجتماع الساكنين ثم كسر الياء؛ أتبع الكسرة الكسرة وهي قبلها، كما أتبعها في كلام العرب. كثيرا يتبعون الكسرة في هذا الباب الكسرة يقولون "قتلوا" و "فتحوا" يريدون: "افتتحوا". قال [ أبو النجم ]:


                                                                                                                                                                                                                      (29) تدافع الشيب ولم تقتل

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 56 ] وسمعناه من العرب مكسورا كله، فهذا مثل "يخطف" إذا كسرت ياؤها؛ وهي بعدها وأتبع الآخر الأول.

                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (ولو شاء الله لذهب بسمعهم) فمنهم من يدغم ويسكن الباء الأولى؛ لأنهما حرفان مثلان.

                                                                                                                                                                                                                      ومنهم من يحرك فيقول : (لذهب بسمعهم) وجعل "السمع" في لفظ واحد، وهو جماعة؛ لأن "السمع" قد يكون جماعة ويكون واحدا وقوله: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) [ سورة البقرة: 7 ] ومثله قوله: (لا يرتد إليهم طرفهم) [ سورة إبراهيم: 43] وقوله: (فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا) [ سورة النساء: 4] ومثله : (ويولون الدبر) [ سورة القمر: 45].

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية