الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 59 ] أو يلقى إليه كنـز أو تكون له جنة ؛ وإن شئت " أو يكون له جنة " ؛ ولا يجوز النصب في " يكون له " ؛ لأن " يكون " ؛ عطف على الاستفهام؛ المعنى: " لولا أنزل إليه ملك أو يلقى إليه كنز؛ أو تكون له جنة؟ " ؛ و " الجنة " : البستان؛ فأعلم الله - عز وجل - أنه لو شاء ذلك؛ وخيرا منه؛ لفعله؛ فقال: تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ؛ أي: لو شاء لفعل أكثر مما قالوا؛ وقد عرض الله - عز وجل - على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الدنيا؛ فزهد؛ وآثر أمر الآخرة؛ فأما " يجعل " ؛ فبالجزم؛ المعنى: " إن يشأ يجعل لك جنات؛ ويجعل لك قصورا " ؛ ومن رفع فعلى الاستئناف؛ المعنى: " وسيجعل لك قصورا " ؛ أي: " سيعطيك الله في الآخرة أكثر مما قالوا " ؛ وقوله: أو تكون له جنة يأكل منها ؛ و " يأكل منها " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية