الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين ( 41 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : لهؤلاء الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها ( من جهنم مهاد ) .

وهو ما امتهدوه مما يقعد عليه ويضطجع ، كالفراش الذي يفرش ، والبساط الذي يبسط .

( ومن فوقهم غواش ) . [ ص: 436 ]

وهو جمع " غاشية " ، وذلك ما غشاهم فغطاهم من فوقهم .

وإنما معنى الكلام : لهم من جهنم مهاد من تحتهم فرش ، ومن فوقهم منها لحف ، وإنهم بين ذلك .

وبنحو ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

14655 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب : ( لهم من جهنم مهاد ) ، قال : الفراش ( ومن فوقهم غواش ) ، قال : اللحف

14656 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا جابر بن نوح ، عن أبي روق ، عن الضحاك : ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ) ، قال : " المهاد " ، الفرش ، و " الغواشي " ، اللحف .

14657 - حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ) ، أما " المهاد " كهيئة الفراش و " الغواشي " ، تتغشاهم من فوقهم .

وأما قوله ( وكذلك نجزي الظالمين ) ، فإنه يقول : وكذلك نثيب ونكافئ من ظلم نفسه ، فأكسبها من غضب الله ما لا قبل لها به بكفره بربه ، وتكذيبه أنبياءه .

التالي السابق


الخدمات العلمية