الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 439 ] مسألة : وما عدا هذه الألفاظ فلا يقع بها طلاق ألبتة - نوى بها طلاقا أو لم ينو - لا في فتيا ولا في قضاء - : مثل : الخلية ، والبرية ، وأنت مبرأة ، وقد بارأتك ، وحبلك على غاربك ، والحرج ، وقد وهبتك لأهلك ، أو لمن يذكر غير الأهل ، والتحريم ، والتخيير ، والتمليك .

                                                                                                                                                                                          وهذه ألفاظ جاءت فيها آثار مختلفة الفتيا عن نفر من الصحابة - رضي الله عنهم - ولم يأت فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء أصلا ، ولا حجة في كلام غيره عليه الصلاة والسلام ، لا سيما في أقوال مختلفة ليس بعضها أولى من بعض .

                                                                                                                                                                                          فأما - التحريم ، والتخيير ، والتمليك ، وقد وهبتك - فقد ذكرناها قبل ونذكر ههنا - إن شاء الله عز وجل - ما يسر لنا من أقوال السلف في سائر الألفاظ التي لم نذكرها قبل .

                                                                                                                                                                                          ههنا أيضا ألفاظ جاءت فيها آثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي : البائن ، وألبتة ، واعتدي ، وألحقي بأهلك وأمرك بيدك .

                                                                                                                                                                                          فأما أمرك بيدك فقد ذكرناه قبل فلا بد من ذكر الآثار التي جاءت في سائر هذه الألفاظ وبيان حكمها - إن شاء الله عز وجل - .

                                                                                                                                                                                          ههنا أيضا ألفاظ لم يأت في شيء منها أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيح ولا سقيم ، ولا عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - ولكن جاءت فيها فتاوى مختلفة عن نفر من التابعين ، فنذكر - إن شاء الله عز وجل - من ذلك ما يسر الله تعالى لنا ذكره .

                                                                                                                                                                                          وأما الألفاظ التي لم يأت فيها أثر لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - ولا عن أحد من التابعين - رحمهم الله - وإنما جاءت فيها فتاوى عن فقهاء الأمصار بآرائهم ، فلا معنى للاشتغال بها ، لأنه لا يستحل تفريق نكاح مسلم ، وإباحة فرج مسلمة لغير من أباحه الله تعالى له إلا مقلد ضال بتقليده ، مستهلك هالك - ونعوذ بالله من الخذلان .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية