الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 192 ] مسألة : قال : ( ويخرج إلى الصفا من بابه ، فيقف عليه ، فيكبر الله عز وجل ، ويهلله ، ويحمده ، ويصلي على النبي ) صلى الله عليه وسلم وجملة ذلك أنه إذا فرغ من طوافه ، وصلى ركعتين ، واستلم الحجر ، فيستحب أن يخرج إلى الصفا من بابه ، فيأتي الصفا ، فيرقى عليه حتى يرى الكعبة ، ثم يستقبلها فيكبر الله عز وجل ، ويهلله ، ويدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وما أحب من خير الدنيا والآخرة .

                                                                                                                                            قال جابر { في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم بعد ركعتي الطواف : ثم رجع إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } نبدأ بما بدأ الله به . فبدأ بالصفا ، فرقى عليه ، حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ، فوحد الله وكبر ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده . ثم دعا بين ذلك } ، وقال مثل هذا ثلاث مرات .

                                                                                                                                            قال أحمد : ويدعو بدعاء ابن عمر . ورواه عن إسماعيل ، حدثنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه كان يخرج إلى الصفا من الباب الأعظم ، فيقوم عليه ، فيكبر سبع مرات ، ثلاثا ثلاثا يكبر ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله ، لا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . ثم يدعو ، ثم يقول : اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك ، اللهم جنبني حدودك ، اللهم اجعلني ممن يحبك ، ويحب ملائكتك ، وأنبياءك ، ورسلك ، وعبادك الصالحين ، اللهم حببني إليك ، وإلى ملائكتك ، وإلى رسلك ، وإلى عبادك الصالحين ، اللهم يسرني لليسرى ، وجنبني العسرى ، واغفر لي في الآخرة والأولى ، واجعلني من أئمة المتقين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي خطيئتي يوم الدين ، اللهم قلت وقولك الحق : { ادعوني أستجب لكم } وإنك لا تخلف الميعاد ، اللهم إذ هديتني للإسلام فلا تنزعني منه ، ولا تنزعه مني ، حتى توفاني على الإسلام ، اللهم لا تقدمني إلى العذاب ، ولا تؤخرني لسوء الفتن . قال : ويدعو دعاء كثيرا ، حتى إنه ليملنا وإنا لشباب ، وكان إذا أتى على المسعى سعى وكبر . وكل ما دعا به فهو جائز .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية