الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الطيالسي ، وسعيد بن منصور ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ، وابن مردويه ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، عن مسروق قال : كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة : ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت : وما هن؟ قالت : من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . قال : وكنت متكئا فجلست فقلت : يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجلي علي، ألم يقل الله : ولقد رآه بالأفق المبين [التكوير : 32] ولقد رآه نزلة أخرى [النجم : 13] . فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : «جبريل، لم أره على صورته [ ص: 394 ] التي خلق عليها غير هاتين المرتين؛ رأيته منهبطا من السماء، سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض» . قالت : أولم تسمع الله عز وجل يقول : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير [الأنعام : 103]، أولم تسمع الله يقول : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا إلى قوله : علي حكيم ؟ [الشورى : 51] . ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله جل ذكره يقول : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إلى قوله : والله يعصمك من الناس [المائدة : 67] . قالت : ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول :قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية