الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم علل ذلك بقوله: [ ص: 406 ] إن المبذرين ؛ أي: جبلة وطبعا؛ كانوا ؛ أي: كونا هم راسخون فيه؛ إخوان الشياطين ؛ أي: كلهم؛ البعيدين من الرحمة؛ المحترقين في اللعنة؛ فإن فعلهم فعل النار التي هي أغلب أجزائهم؛ وهو إحراق ما وصلت إليه؛ لنفع؛ وغير نفع؛ فإذا لم يجدوا أخذوا ما ليس لهم؛ والعرب تقول لكل ملازم سنة قوم؛ وتابع أمرهم: "هو أخوهم".

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الاقتصاد أدعى إلى الشكر؛ والتبذير أقود إلى الكفر؛ قال (تعالى): وكان الشيطان ؛ أي: هذا الجنس البعيد من كل خير؛ المحترق من كل شر؛ لربه ؛ أي: الذي أحسن إليه بإيجاده؛ وتربيته؛ كفورا ؛ أي: ستورا لما يقدر على ستره من آياته الظاهرة؛ ونعمه الباهرة؛ مع الحجة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية