الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أمر بما هو الأولى في حالة الوجدان؛ أمر بمثل ذلك حالة العدم؛ فقال - مؤكدا؛ تنبيها على أنه ينبغي أن يكون الإعراض عنهم في حيز الاستبعاد والاستنكار -: وإما تعرضن عنهم ؛ أي: عن جميع من تقدم؛ ممن أمرت بالبذل له؛ لأمر اضطرك إلى ذلك؛ لا بد لك منه؛ لكونك لا تجد ما تعطيه؛ فأعرضت حياء؛ لا لإرادة المنع؛ بل ابتغاء ؛ أي: طلب رحمة ؛ أي: إكرام؛ وسعة؛ من ربك ؛ الكثير الإحسان؛ ترجوها ؛ فإذا أتتك واسيتهم فيها؛ فقل لهم ؛ في حالة الإعراض؛ قولا ميسورا ؛ أي: ذا يسر؛ يشرح صدورهم؛ ويبسط رجاءهم؛ لأن ذلك أقرب إلى طريق المتقين؛ المحسنين؛ الذين أنا [ ص: 407 ] معهم; قال أبو حيان : وروي أنه - عليه الصلاة والسلام - كان بعد نزول هذه الآية إذا لم يكن عنده ما يعطي؛ وسئل؛ قال: "يرزقنا الله وإياكم من فضله"؛ انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد وضع هنا الابتغاء موضع الفقر؛ لأنه سببه؛ فوضع المسبب موضع السبب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية