الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1098 [ ص: 445 ] ( 8 ) باب ميراث الجدة 1049 - مالك ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة ، عن قبيصة بن ذؤيب ; أنه قال : جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها ، فقال لها أبو بكر : ما لك في كتاب الله شيء ، وما علمت لك في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا . فارجعي حتى أسأل الناس ، فسأل الناس . فقال : المغيرة بن شعبة : حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس : فقال أبو بكر : هل معك غيرك ؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري ، فقال مثل ما قال المغيرة ، فأنفذه لها أبو بكر الصديق ، ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها . فقال لها : ما لك في كتاب الله شيء ، وما كان القضاء الذي قضي به إلا لغيرك وما أنا بزائد في الفرائض شيئا ولكنه ذلك السدس ، فإن اجتمعتما فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها .

                                                                                                                        [ ص: 446 ] 1050 - مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ; أنه قال : أتت الجدتان إلى أبي بكر الصديق ، فأراد أن يجعل السدس للتي من قبل الأم ، فقال له رجل من الأنصار : أما إنك تترك التي لو ماتت وهو حي كان إياها يرث . فجعل أبو بكر السدس بينهما .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        22698 - قال أبو عمر : أما الحديث الأول فقد خولف مالك في عثمان بن إسحاق بن خرشة ، فقالت فيه طائفة من أهل الحديث والرواية : إنما هو عثمان بن إسحاق بن أبي خرشة بن عمرو بن ربيعة من بني عامر بن لؤي .

                                                                                                                        22699 - وما أعلم روى عنه غير ابن شهاب ، وهو معروف النسب إلا أنه ليس مشتهرا بالرواية للعلم .

                                                                                                                        22700 - وقد ذكرنا طرفا من أخباره في ( التمهيد ) وذكرنا هناك الاختلاف في سماع قبيصة بن ذؤيب من أبي بكر .

                                                                                                                        [ ص: 447 ] 22701 - وقبيصة أحد فقهاء المدينة ، وقد ذكرنا خبره في " التمهيد " ولد في أول عام الهجرة ، ومات سنة ست وثمانين .

                                                                                                                        22702 - وذكرنا أباه ذؤيبا في كتاب " الصحابة " .

                                                                                                                        22703 - وقد تابع مالكا على روايته في هذا الباب ، عن ابن شهاب ، عن عثمان بن إسحاق بن خرشة : أبو أويس ، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر .

                                                                                                                        22704 - ورواه معمر ، عن الزهري ، عن قبيصة لم يدخل بين ابن شهاب وبين قبيصة أحدا .

                                                                                                                        22705 - ورواه كما رواه معمر : يونس ، وأسامة بن زيد .

                                                                                                                        22706 - والقول عندي قول مالك ومن تابعه ، والله أعلم ; لأنهم زادوا ما قصر عنه غيرهم .

                                                                                                                        22707 - وأما ابن عيينة فرواه عن الزهري وجوده ، قال : حدثني الزهري فقال مرة : حدثني قبيصة ، وقالا مرة : حدثني رجل عن قبيصة بن ذؤيب ، قال : [ ص: 448 ] جاءت الجدة أم الأم أو أم الأب إلى أبي بكر الصديق ، فقالت : إن ابن ابني ، أو ابن ابنتي مات وقد أخبرت أن لي في كتاب الله حقا ، فقال أبو بكر : ما أجد لك في كتاب الله من حق ، وما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بشيء وسأسأل الناس ، قال : فسأل ، فشهد المغيرة بن شعبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدس ، قال : ومن سمع ذلك معك ؟ قال : ابن مسلمة ، قال : فأعطاها السدس . قال : فلما كانت خلافة عمر جاءت التي تخالفها إلى عمر : قال سفيان : وزادني فيه معمر عن الزهري ، ولم أحفظه من الزهري ولكن حفظته عن عمر أن عمر قال : إذا اجتمعتما فإنه لكما ، أو أيتكما انفردت به فهو لها .

                                                                                                                        22708 - وأما حديثه عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم أنه قال : أتت الجدتان إلى أبي بكر الصديق فإنه عنى أم الأم وأم الأب ، وهما اللتان أجمع العلماء على توريثهما .

                                                                                                                        22709 - رواه ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، قال : سمعت القاسم بن محمد يقول : جاءت إلى أبي بكر جدتان ، فأعطى الجدة أم الأم السدس ، دون أم الأب فقال له عبد الرحمن بن سهل - رجل من الأنصار ومن بني حارثة ، قد شهد بدرا - : يا خليفة رسول الله أعطيت التي لو أنها ماتت لم يرثها ، وتركت التي لو ماتت ورثها ، فجعله أبو بكر بينهما .

                                                                                                                        [ ص: 449 ] 22710 - واختلف العلماء في توريث الجدات على ما نورده هاهنا ، إن شاء الله - عز وجل .




                                                                                                                        الخدمات العلمية