الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ؛ يجوز أن يكون " تتفكرون في الدنيا والآخرة " ؛ من صلة " تتفكرون " ؛ المعنى: لعلكم تتفكرون في أمر الدنيا؛ وأمر الآخرة؛ ويجوز أن يكون " في الدنيا والآخرة " ؛ من صلة " كذلك يبين الله لكم الآيات " ؛ أي: يبين لكم الآيات في أمر الدنيا؛ وأمر الآخرة؛ لعلكم تتفكرون. وقوله - عز وجل -: ويسألونك عن اليتامى ؛ هذا مما نحكم تفسيره في سورة " النساء " ؛ إن شاء الله؛ إلا أن جملته أنهم كانوا يظلمون اليتامى؛ فيتزوجون العشر؛ ويأكلون أموالهم مع أموالهم؛ فشدد عليهم في أمر اليتامى تشديدا خافوا معه التزويج بنساء اليتامى؛ ومخالطتهم؛ فأعلمهم الله أن الإصلاح لهم هو خير الأشياء؛ وأن مخالطتهم في التزويج وغيره جائزة مع تحري الإصلاح؛ فقال: وإن تخالطوهم فإخوانكم ؛ أي: فهم إخوانكم؛ فالرفع على هذا؛ والنصب جائز؛ " وإن تخالطوهم فإخوانكم " ؛ أي: فإخوانكم تخالطون؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها؛ فلا تقرأن بها إلا أن تثبت رواية صحيحة؛ وقوله - عز وجل -: ولو شاء الله لأعنتكم ؛ قال أبو عبيدة : معناه: لأهلككم؛ وحقيقته: ولو شاء الله لكلفكم ما يشتد [ ص: 295 ] عليكم فتعنتون؛ وأصل " العنت " ؛ في اللغة: من قولهم: " عنت البعير؛ يعنت " ؛ إذا حدث في رجله كسر بعد جبر لا يمكنه معه تصريفها؛ ويقال: " أكمة عنوت " ؛ إذا كان لا يمكن أن يجازيها إلا بمشقة عنيفة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: إن الله عزيز حكيم ؛ أي: يفعل بعزته ما يحب؛ لا يدفعه عنه دافع؛ " حكيم " : أي: ذو حكمة فيما أمركم به من أمر اليتامى؛ وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية