الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ( 25 ) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ( 26 ) إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ( 27 ) نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ( 28 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له ) [ يعني صلاة المغرب والعشاء ] ( وسبحه ليلا طويلا ) يعني التطوع بعد المكتوبة . ( إن هؤلاء ) يعني كفار مكة ( يحبون العاجلة ) أي الدار العاجلة وهي الدنيا . ( ويذرون وراءهم ) يعني أمامهم ( يوما ثقيلا ) شديدا وهو يوم القيامة . أي يتركونه فلا يؤمنون به ولا يعملون له . ( نحن خلقناهم وشددنا ) [ قوينا وأحكمنا ] ( أسرهم ) قال مجاهد وقتادة [ ومقاتل ] " أسرهم " أي : خلقهم ، يقال : رجل حسن الأسر ، أي : الخلق .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الحسن : يعني أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب . [ ص: 300 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وروي عن مجاهد في تفسير " الأسر " قال : الشرج ، يعني : موضع مصرفي البول والغائط ، إذا خرج الأذى تقبضا . ( وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا ) أي : إذا شئنا أهلكناهم وأتينا بأشباههم فجعلناهم بدلا منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية